لا أعتقد أن قضية تسريب التكنولوجيا النووية قضية حساسة جدا لدى الدول الغربية ولكن ما يقلق هذه الدول هو امتلاك بلدان إسلامية فقيرة نسبياً لأسلحة نووية وتحولها إلى قوة نووية فائقة ودخولها في النادي النووي الدولي في وقت قياسي. بدأت لعبة التكنولوجيا النووية من أميركا نفسها حيث قامت بأول تجربة لقنبلة نووية في 16 من يوليو عام 1945 في صحراء نيو مكسيكو، وتلتها روسيا في 23 سبتمبر عام 1949 بقيامها بتفجير أولى قنابلها النووية وبعدها فرنسا وبريطانيا والصين. ثم جربت الهند قنبلتها النووية الأولى في 18 مايو عام 1974، والآن بقيت جمهورية باكستان الإسلامية وهي الدولة الإسلامية الوحيدة التي دخلت النادي النووي بعد حوالى 24 سنة من الهند، حيث أعلنت امتلاكها قنابل نووية بتجربة أجرتها في جبل "جاغي" في إقليم بلوشستان ظهيرة 28 مايو عام 1998.
ولكن المشكلة تبدأ عندما تسعى أية دولة مسلمة مثل إيران أو ليبيا أو باكستان أو غيرها إلى امتلاك التكنولوجيا النووية وأقول هنا مرة ثانية المشكلة فقط كونها دولة مسلمة. عندما تمكنت باكستان من تخصيب اليورانيوم في مدة قياسية فقط في ست سنوات وبتكلفة أقل منها بكثير في حين احتاجت الدول الغربية لهذه العملية إلى حوالى 20 سنة بدأ الغرب يتساءل كيف أن دولة فقيرة تمكنت من تخصيب اليورانيوم. فحاول الغرب بطرق شتى تشويه صورة باكستان وقنبلتها النووية، وسموا قنبلتها بالقنبلة الإسلامية وسموا عبدالقدير خان بالسارق الذي سرق الأسرار النووية من هولندا.
د. عارف صديق -أكاديمي باكستاني مقيم في قطر