"بلير" في ذروة مأزقه السياسي وانتقادات شديدة للأمير تشارلز


تتواصل أخبار وتقارير أزمة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في الصحف البريطانية كلها دون استثناء، إلا أن الملفت هذا الأسبوع هو اختفاء الأقلام المدافعة عن بلير، وتركيز الكتابات على أخطائه ومكابرته على الحقائق. وفي اتجاه آخر انتقدت بعض الصحف البريطانية زيارة الأمير تشارلز لإيران والسعودية...


بلير مطالب بالاعتراف


..."إذا كان رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية جورج تينيت قد اعترف بأنه قدم معلومات خاطئة وأخرى مبالغ فيها للرئيس الأميركي بشأن قوة العراق العسكرية قبل الحرب، فلماذا يصر توني بلير على إخفاء أدلته التي وقفت وراء مزاعم الحكومة بشأن قدرات العراق النووية والكيماوية؟".


هذا السؤال طرحته صحيفة "الفايننشال تايمز" في تعليقها على اعترافات رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية جورج تينيت الأخيرة ومواجهة توني بلير مع البرلمان البريطاني مطلع الأسبوع الحالي. الصحيفة تعتقد أن الطريق الوحيد لخروج توني بلير من مأزقه الحرج هو الاعتراف بالخطأ والانسحاب بهدوء من خندق لم يعد يجدي نفعاً. فرئيس الوزراء البريطاني لا يستطيع المكابرة بإخفاء أدلته على امتلاك العراق أسلحة نووية أو كيماوية، وهي الأدلة التي بنى عليها موقفه من خوض الحرب على العراق. وأمام بلير ـ كما تقول الصحيفة ـ أمر واحد فقط هو الوقوف أمام النواب البريطانيين وقول الحقيقة ليرضي الشعب الإنجليزي الذي ينظر إلى المسألة كلها بازدراء شديد.


صحيفة "التايمز" علقت على هذا الموضوع بالقول إن الأخطر في كل ما يقال اليوم حول تزوير توني بلير للحقائق لتبرير الحرب على العراق، هو أن الرجل لم يكن يملك معلومات قوية ودقيقة حول قدرة العراق العسكرية، حتى أن معلوماته تلك كانت أقل مما يملك جف هون وزير الدفاع، أو وزير الخارجية السابق روبن كوك من معلومات. وترى "التايمز" أن هذا الأمر أشد خطورة على مستقبل توني بلير السياسي.


عميل عراقي غير مقنع


صحيفة "الأندبندنت" نشرت تقريراً خاصاً بالعميل العراقي الذي زود جهاز الاستخبارات البريطاني بمعلومات حول خطورة أسلحة الدمار الشامل التي يملكها النظام العراقي قبل الحرب. وتتساءل الصحيفة عن مصداقية هذا العميل الذي يعيش في إحدى الدول الاسكندنافية بعيداً عن العراق منذ زمن طويل، وكيف أن جهاز الاستخبارات البريطاني استند إلى معلومات هذا العميل، غير المقنع، فيما قدمه من دلائل لرئيس الحكومة توني بلير حول وجود الصواريخ النووية والكيماوية ذات المدى الطويل التي تهدد العالم أجمع!.


الصحيفة ألمحت إلى أن هذا العميل العراقي يمكن أن يكون مدسوساً من جهة أخرى لإقناع بريطانيا بخوض الحرب إلى جانب أميركا.


رعاية بريطانية لليبيا


علقت الصحف البريطانية على الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم إلى المملكة المتحدة قبل يومين، واصفة الزيارة بالتاريخية والمهمة، خاصة أن العلاقات الدبلوماسية بين لندن وطرابلس قد قطعت منذ عام 1984 بعد إطلاق النار على شرطية بريطانية أمام السفارة الليبية في لندن.


"الفايننشال تايمز" كتبت حول هذه الزيارة لتؤكد على أهميتها في عودة ليبيا إلى المجتمع الدولي بروح جديدة وصافية. وهي ترى أن بريطانيا تقود جهوداً جبارة لإعادة العلاقات الدولية مع ليبيا. هذه الجهود تحظى بدعم حثيث من رئيس الحكومة توني بلير الذي يسعى إلى تأهيل ليبيا لمرحلة جديدة وحساسة.


صحيفة "الغارديان" كتبت حول الزيارة التاريخية لوزير خارجية ليبيا للندن معتبرة أن من شأنها تطوير العلاقات بين الدولتين تمهيداً لتقديم بريطانيا المساعدة المطلوبة لليبيا كي تحسن علاقاتها مع كافة الدول الأوروبية. وذكرت الصحيفة أن زيارة الوزير الليبي تأتي بعد اجتماعات بين مسؤولين ليبيين وبريطانيين ومساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز لبحث برنامج تفكيك السلاح النووي الليبي.


انتقادات للأمير تشارلز


اهتمت الصحف البريطانية بزيارة ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز لإيران بعد زيارة خاطفة قام بها للجنود الإنجليز في العراق. "التايمز" أفردت مساحة أكبر لهذه الزيارة ونشرت تقريراً انتقدت خلاله الأمير تشارلز لاختياره التوقيت غير السليم لزيارة إيران. فالصحيفة ترى أن مثل هذه الزيارة يمكن أن ينظر إليها كمصادقة بريطانية على سلوكيات النظام الإيراني الحالي الذي ينتهك حقوق الإنسان ويخالف الأنظمة الدولية والحريات العامة.


"تشارلز" زار إيران بوصفه رئيساً للهيئة الدولية للصليب الأحمر، حيث يبحث كيف