بدء العد التنازلي لحكومة شارون والسعودية تحبط عملية ضد إسرائيل


 لم تنفك الصحف الإسرائيلية طوال الأسبوع الحالي عن الحديث حول ما آلت إليه الأوضاع داخل الحكومة الإسرائيلية، وحزب "الليكود"، بسبب تزايد الانتقادات لسياسات شارون والانقسامات التي أحدثتها قراراته الأخيرة. وفي موضوع آخر كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" النقاب عن إحباط السعودية لعملية انتحارية ضد إسرائيل.


 مصير حكومة شارون


 مع تزايد أزمات رئيس الحكومة الإسرائيلية أرئيل شارون المتلاحقة لم تتوقف الصحف الإسرائيلية عن الحديث حول المدة المتبقية لهذا الرجل في سدة الحكم في إسرائيل. الصحف و"الكنيست" ومصادر شعبية عديدة تناقلت خلال الأيام الماضية تساؤلات حول مصير الحكومة الإسرائيلية الحالية ونهايتها في المستقبل القريب. وفي ذات السياق ركزت صحيفة "جيروزاليم بوست" في إحدى افتتاحياتها على موضوع الانشقاق الحاصل في حكومة شارون جراء إصرار الأخير على تحديد زمن فعلي لإخلاء مستوطنات غزة. وترى الصحيفة أن هذه الانشقاقات مسمار في نعش الحكومة الحالية، خاصة أن المسألة لم تتوقف عند عتباتها، إنما تعدت ذلك لتصل إلى حزب "الليكود" نفسه. وتطرح الصحيفة تساؤلات عديدة حول مستقبله السياسي في إسرائيل بعد أن اختلف أعضاء "الليكود" على مواقف أرئيل شارون. الصحيفة لا تتنبأ بسقوط سريع لحكومة شارون بل ترى أن رجلاً بمثل قوة شارون يمكن أن يجد مخرجاً لأزمته، ولكن، بعيداً عن المزيد من التحقيقات والفضائح، وأهمها تسليمه لمستوطنات غزة دون النظر إلى مصير المستوطنين.


 تقييم خاطئ للأمور


الكاتب في صحيفة "هآرتس" تسفي برئيل، وضع تحليلاً استراتيجياً لمخطط إسرائيل الرامي لإجبار الفلسطينيين على القبول بتسوية سياسية سريعة بعد الضغط عليهم بورقة إخلاء مستوطنات غزة. ويرى الكاتب أن اللعبة في هذا الاتجاه ستكون خطيرة جداً، كما أن الافتراض القائم على أن الانسحاب من غزة سيسهل مواصلة احتلال الضفة، هو افتراض مضلل وخطير. فالفلسطينيون، حسب رؤية الكاتب، ينظرون إلى هاتين المنطقتين كقطعة واحدة غير قابلة للفصل، والمستوطنون يقدسون غزة والضفة بالدرجة نفسها، أما أميركا فلا تنظر لاحتلال الضفة على أنه أكثر شرعية من احتلال غزة. ويصل الكاتب في النهاية إلى أن تجربة إسرائيل كان من المفترض أن تعلِّمها بأن الانسحابات الجزئية مهما كانت مدروسة لا تؤدي إلى شكر الطرف الآخر أو استسلامه. فالانسحاب الجزئي من لبنان حتى خطوط المنطقة الأمنية لم يُقلل من شدة الحرب هناك، والانسحاب الجزئي من مدن الضفة في "أوسلو" لم يجدِ نفعا لإضفاء الشرعية على السيطرة الإسرائيلية على باقي المناطق المحتلة. منطق التبادل، الضفة مقابل غزة، لا يمكن أن يتوقف عند ذلك. تماما مثل مقايضة مستوطنات "كاديم"، و"غانيم" بـ"أريئيل"، أو جنوب جبل الخليل مقابل "كريات أربع". ما يدور الآن من أفكار حول إخلاء مستوطنات غزة يصفه الكاتب بشرك المنطق الذي بدأ يغلف بنظرية شارون، وفي رأيه سيؤدي في نهاية المطاف إلى ثبوت فشل الافتراض بأن الضغط الدولي على إسرائيل سيقل.


شارون مريض أم متمارض ؟


"رئيس الحكومة الإسرائيلي يلغي جميع لقاءاته المبرمجة بعد إجراء فحص طبي تبين منه أنه يعاني من حصى في المسالك البولية". هذا خبر صغير نشر في خاصرة الصحف الإسرائيلية يشرح أسباب إلغاء رئيس الحكومة الإسرائيلية مواعيده الرسمية ليومين متتالين. لكن الخبر ملفت لمن يعرف أن "الكنيست" كان يستعد لجولة جديدة من المكاشفة مع أرئيل شارون خلال هذين اليومين. ولذلك يتساءل أحد الكتاب في "هآرتس" عما إذا كان شارون قد فضل المرض على الوقوف في وجه إعصار "الكنيست" كما كان الأمر في الأسبوع الماضي حيث حصل شارون على وجبة دسمة من النقد والتوبيخ من معظم أعضاء الكنيست، وعلى الملأ ؟!


 انتصار لمن وقف ضد المستوطنات


 عضو "الكنيست" الإسرائيلي آمنون روبنشتاين أطل من نافذة الرأي في صحيفة "هآرتس" بمقالة حملت إسرائيل تبعات قرارات شارون الأخيرة بما يخص التسوية مع الفلسطينيين. وبلغة مختلفة عن الآخرين يقول الكاتب إن إخلاء المستوطنات يعتبر انتصارا كبيرا للمعسكر المعتدل في إسرائيل الذي وقف ضد بناء المستوطنات في المناطق التي احتلتها إسرائيل عام 1967 طوال سنوات كثيرة. هذه المستوطنات هي التي تسببت لإسرائيل في ضرر هائل من الناحية الأمنية والاقتصادية وألحقت الضرر بمن نادوا بوجوب تطبيق القانون الإسرائيلي على المجموعات السكانية التي تقطن في المكان نفسه، من دون تمييز في الدين والقومية، وهي التي ورطت إسرائيل من الناحية الدولية. الكاتب يدعو إلى محاولة التوصل إلى تسوية معقولة مع الفلسطينيين بدعم دولي على أساس خطوط حزيران 1967، بما في ذل