تحت عنوان "واقع الشباب العربي والمسلم: انسداد الرغبة وغياب الأفق" نشرت "وجهات نظر" يوم الاثنين 26 يناير 2004 مقالاً للكاتب الأميركي الشهير توماس فريدمان حاول فيه أن يتأمل بعمق الأسباب الرئيسية للغضب العربي وناشد بقوة أن تسارع كل من أوروبا وأميركا إلى معالجة هذا الغضب بالمساعدات من كل نوع حتى يشرق الأمل في قلوب ملايين الشباب المحبطين. فريدمان وصف في مقاله هؤلاء الشباب بأن اليأس قد غزا قلوبهم فهم لا يأملون في الحصول على فرصة عمل أو التمتع بمستقبل أفضل. غير أن الكاتب أغفل مسألة مهمة تتسبب في تأجيج الإحباط العربي ألا وهي القضية الفلسطينية وما يعانيه الفلسطينيون من تدمير لمساكنهم وحصار وقتل وتشريد واغتيالات.
الغريب أن الكاتب يتجاهل دور الدول الكبرى في تفعيل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها العالم الثالث الذي تنتمي إليه بلداننا العربية. وعلى رغم أن الكاتب قد ناشد في نهاية مقاله كلاً من أوروبا وأميركا بتقديم مساعدات حقيقية للدول العربية، فإنه لم يتطرق إلى المشروطية السياسية التي من خلالها تقوم الولايات المتحدة وأوروبا بالضغط على الدول التي تتلقى المساعدات وإجبارها على انتهاج سياسات معينة قد لا تصب في نهاية الأمر في صالح شعوبنا العربية.
وإذا كان فريدمان يحذر بأن القوة لا تجدي بل إن توفير جو من الحرية والكرامة هو الوسيلة الوحيدة لإحياء الأمل في نفوس الشباب العربي، فإن الغرب عموماً والولايات المتحدة على وجه الخصوص مسؤولان عن تصحيح كثير من الأوضاع الاقتصادية والسياسية السيئة التي تضر الشباب العربي.
منصف أبوبكر - أبوظبي