تحتاج منطقة الشرق الأوسط في عام 2025 إلى أربعة أضعاف الكميات المتوفرة من المياه حاليا ··وفي دول الشرق الأوسط لا توجد سوى تركيا ولبنان تمتلكان مصادر مائية تلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية ،بينما دول أخرى مثل مصر وإسرائيل تحتاجان إلى ضعفي المتاح حاليا من المياه ·والمفارقة الغريبة في ذلك أن لبنان رغم امتلاكه لموارد مائية كبيرة إلا انه لا يمتلك الموارد المالية الكافية لاستغلال موارده المائية التي تذهب هدرا في البحر بينما شيدت تركيا مجموعة سدود لاستغلال الموارد المائية والتي أثرت على تدفق المياه في نهري دجلة والفرات في كل من العراق وسورية، فيما تستنزف إسرائيل أكثر من ثلاثة أرباع مياه أنهار الأردن والحاصباني والوزاني ،وبالأمس قامت الحكومة التنزانية بتنفيذ مشروع ''سينيانقا'' الذي سيترتب عليه سحب ملايين الأمتار المكعبة من مياه بحيرة فكتوريا معلنة بذلك ومن جانب واحد عدم اعترافها باتفاقيات مياه النيل وطالبت بتعديل اتفاقيات عامي 1929و 1959 !
العديد من الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج تعاني من تحديات مصيرية في قدرتها على توفير المياه خلال السنوات المقبلة في ظل عجز مائي متزايد وتزايد سكاني متنامي قد يؤدي إلى نشوب حروب ··المياه في المرحلة المقبلة هي مفتاح الحرب والسلام في المنطقة التي هي أصلا على فوهة بركان بسبب غياب الرؤية الواضحة للسلام ·
الخطوة التي انجزتها سورية والأردن أمس وتدشين الرئيس السوري بشار الأسد والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لمشروع سد الوحدة لتزويد الأردن بأكثر من 100 مليون متر مكعب من المياه يوميا وتستفيد سورية من الطاقة الكهربائية المولدة من السد ويمول من الصناديق العربية بحوالي 125 مليون دولار تجسد بالإضافة إلى المردود الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للمشروع أبعادا إقليمية مهمة في المنطقة لا سيما وان هذا المشروع قوبل بالرفض من جانب إسرائيل في أوائل الستينات عندما أقرت القمة العربية إنشاء مشروع تحويل روافد نهر الأردن والتي تشمل روافد نهر الأردن والوزاني واليرموك وبانياس والدان بالإضافة إلى العديد من الينابيع الصغيرة ورصدت الجامعة العربية الأموال اللازمة للمشروع وعند بدء التنفيذ قامت إسرائيل بقصف المشروع وإفشاله·
رغم المشهد العربي الضعيف إلا أن الإرادة العربية لو التقت تستطيع أن تنفذ ما تريد بما يخدم مصالح شعوبها حتى وان اعترضت إسرائيل التي تعتبر العقبة الكأداء في طريق إشاعة السلام والاستقرار في المنطقة.