على رغم الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لوضع حد لدوامة العنف المستعرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعلى رغم الجهود الدبلوماسية التي تبذلها أطراف عربية كمصر والأردن لتهدئة الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية، تصر حكومة شارون على استخدام آلتها العسكرية وسيلة لمنع عمليات المقاومة التي تتواصل ضد الاحتلال الإسرائيلي للمدن الفلسطينية. وخلال الأسبوع الماضي ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرة دموية في مدينة غزة راح ضحيتها تسعة شهداء فلسطينيين. وخلال الأسبوع الماضي أيضاً أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز تصريحات مفادها أن تل أبيب لن تغير مسار الجدار الأمني. الغريب أن الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا اتخذت قراراًَ بتأييد موقف تل أبيب الداعي إلى عدم الاعتراف باختصاص محكمة العدل الدولية في تحديد مشروعية بناء الجدار، وكأن هذه الحكومات تكافئ شارون وجيشه بعد كل مجزرة يرتكبانها في حق الفلسطينيين. وفي ظل هكذا ظلم وعدوان، تُرى كيف يطالب البعض الفلسطينيين بوقف إطلاق النار؟ هل يتوقع أحد من مظلوم يتعرض كل يوم لمظلمة جديدة أن يستسلم ويذعن لقوة احتلال غاشمة؟ هل نسي العالم أن العنف يولد العنف؟ وإلى متى يغض الغرب الطرف عن جرائم شارون؟ ولماذا لا يتحرك الرأي العام العالمي عندما ترتكب تل أبيب جريمة جديدة في حق الفلسطينيين؟ وهل سيسكت العالم إذا فجّر فلسطيني نفسه في مقهى إسرائيلي؟ أعتقد أن الإجابة على هذه التساؤلات كافية لإثبات حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم طالما امتنع العالم عن مد يد العون ماديا ومعنويا إليهم.
عيسى محمد - أبوظبي