أبناء شارون كأبناء صدام والخروج من ورطة (لاهاي) بحاجة لدعم أميركي


كانت الاتهامات المتزايدة لرئيس الحكومة الإسرائيلية أرئيل شارون أكثر ما تناولته الصحف العبرية في الشأن الداخلي، وهي مدعاة لحديث الكتاب عن مستقبل الحكومة الحالية وما ستؤول إليه الأمور لاحقاً. أما في الشأن الخارجي فركزت الصحف على الموقف الأميركي من محاكمة إسرائيل في (لاهاي) التي اقترب موعدها.


أبناء شارون كأبناء صدام


ربما لم يتوقع أحد مقارنة بمثل ما أتت به صحيفة (يديعوت أحرونوت) لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون التي نقلت عن النائب العربي في الكنيست عبدالمالك دهامشة قوله إن أبناء شارون يشبهون إلى حد بعيد أبناء الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، عدي وقصي. المقارنة جاءت بعد مواجهة ساخنة في الكنيست بين شارون والنائب العربي عبدالمالك دهامشة تعرض فيها الأخير لشخص شارون وما يدور حوله وحول أبنائه من تورط في قضايا الفساد المالي والإداري. الصحيفة نشرت هذه المقارنة على ضوء ما ورد في حديث النائب دهامشة لشارون، وهي تصف القلائل الذين تبقوا في جلسة الكنيست كيف تسمروا في أماكنهم بعد سماعهم للدهامشة. وتقول الصحيفة: المقارنة بين أبناء شارون وبين أبناء صدام حسين قد تبدو مثيرة للجزع وغير مقبولة على العقل. وبلا أية أسس واقعية أو نسبية. ولكن ما أثار استغراب حضور جلسة الكنيست لم يكن عقد المقارنة بحد ذاتها وإنما قلة الاحترام لرئيس الوزراء أرئيل شارون. فعضو الكنيست (دهامشة) معروف بشده للحبل حتى آخره من دون أن يقطعه. وأن يقف على المنصة ويوجه الانتقادات لشارون فهذا يشرح الكثير عن وضع شارون الحالي.


الفاسدان: شارون وأولمرت


تتزايد التقديرات حول مصير شارون في الوقت الراهن، وتتباين في ضوء ذلك آراء الكتاب الإسرائيليين بشأن مستقبل حكومة الليكود الحالية. الكاتبة الإسرائيلية حنة كيم نشرت مقالاً في هذا الصدد في (هآرتس) ناقشت فيه مسألة خلافة شارون في حال فضل الأخير الاستقالة بهدوء· تقول الكاتبة: لا يمكن التأكيد بأنه إذا اضطر شارون لاستبعاد نفسه عن الحكم بصورة هادئة سيحل نائبه إيهود أولمرت محله. فرغم أن طاقم المستشارين والمحامين الذي يدافع عن رجل الأعمال دافيد آفل يسرب بين حين وآخر أنه قد يهاجم شارون خلال محاكمته بينما سيحافظ على علاقات دافئة مع اولمرت، إلا أن المسألة تتعدى حاجز الحسم حالياً، حيث يقتنع كثيرون بأن أولمرت لا يختلف عن شارون، وأنهما فاسدان بذات الحجم.
وتتساءل كيم عن تجاهل الادعاءات حول إسهام اولمرت في قضية الجزيرة اليونانية. وترى أن لائحة الاتهام التي ستقدم ضد (آفل) قريبا تتهمه بإعطاء رشوة لشارون وأولمرت أيضاً. وتستطرد الكاتبة: وضع اولمرت القانوني لا يختلف عن وضع شارون، باعتبار أن الشرطة قد أوصت بتقديمه للمحاكمة في قضية الجزيرة اليونانية منذ ديسمبر 2000، عن وضع شارون.


عنف المستوطنين


انتقدت منظمات يهودية كثيرة تصريحات نشرتها صحيفة (يديعوت أحرونوت) بشأن تفشي ظاهرة العنف الذي يمارسه المستوطنون ضد الفلسطينيين. فقد كتبت صحيفة (جيروزاليم بوست) مدافعة عن المستوطنين، واصفة الفلسطينيين بالعدائيين، وأنهم يتعرضون لحياة المستوطنين بصورة بشعة ولا يملك المستوطن إلا أن يدافع عن حياته. الصحيفة قالت إن عدداً من المسؤولين لا ينتمون إلى إسرائيل، ويهدفون من خلال تصريحاتهم تلك إلى التقرب من الجمعيات الدولية التي ترعى حقوق الإنسان، ولا يمكنهم فعل غير ذلك كي يحققوا مكاسب شخصية على حساب دولتهم وشعبهم.
ودافعت (جيروزاليم بوست) عن الجنود الإسرائيليين الذين يسهلون للمستوطنين مهمة التعرض للفلسطينيين على الحواجز ـ بحسب ما ذكرت (يديعوت أحرونوت) ـ وقالت إن الجندي يمضي ثلاث ساعات هي عمر دوريته على الحواجز وهو يحاول أن يمنع تعرض الفلسطينيين للمستوطنين.


موقف أميركا من (لاهاي)


في الأيام القليلة القادمة تقرر الولايات المتحدة كيف ستتصرف تجاه قضية الجدار الفاصل أمام محكمة لاهاي الدولية)·
بهذه المقدمة يبدأ نتان غوتمان، في (هآرتس)، مناقشة الموقف الأميركي من الجدار الفاصل ومحاكمة إسرائيل في (لاهاي). يقول الكاتب: هناك ستكون أميركا في وضع حساس، فهي ليست من المناصرين الكبار لتوسيع صلاحيات محكمة (لاهاي) ونقل القضايا الدولية إليها للفصل فيها، إلا أنها غير مناصرة أيضا للجدار الفاصل الذي أقامته إسرائيل في المناطق. في هذا المسار الضيق يرى الكاتب أن الإدارة الأميركية ستتحرك في الأسابيع القادمة لمنع المحكمة من التحول إلى طرف سياسي مقرر من دون أن تدفع إسرائيل إلى اعتبار ذلك موافقة منها على إقامة الجدار. فمنذ قرار الأمم المتحدة الساعي