حقا إنها كذبة وفرية كبرى... أين أسلحة الدمار الشامل العراقية؟ لست مؤيداً لصدام ونظامه البائد لكن التهمة الأساسية التي استندت إليها واشنطن ولندن في حربهما ضد العراق كانت ولا تزال من وجهة نظر الولايات المتحدة وبريطانيا هي حيازة صدام لأسلحة دمار شامل. الغريب أنه يوماً بعد يوم تتكشف فصول الكذبة واحداً تلو الآخر. قبل أيام تسربت أنباء تفيد بأن المعلومة التي تقول إن صدام كان باستطاعته استخدام أسلحة الدمار الشامل في الحرب خلال 45 دقيقة ليس لها أساس من الصحة وإن معارضي صدام في الآخر لجأوا إلى تضخيم التهديدات العراقية شلإقناع إدارة بوش بالمضي قدما نحو الحرب. آلاف المفتشين الأميركيين مسحوا العراق شبراً شبراً لم يجدوا شيئاً لكن في النهاية أيقن العالم أن الشيء الوحيد الذي تم اكتشافه في العراق هو الأحادية الأميركية والحرب الاستباقية التي استندت إلى فرية كبرى.
الأمم المتحدة التي لم تفوض واشنطن بشن الحرب تدرك جيداً أن العراق لا يمتلك أسلحة دمار شامل، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يفلت بلير وبوش من محكمة التاريخ؟ وإذا استطاعا الآن في التغطية على جرمهما في العراق ، فهل يمتلكان القدرة على تحريف التاريخ أو رصد حقائق مغلوطة مشوهة فقط لأغراض سياسية؟ أعتقد أنه لا سلطان على التاريخ لأنه سيسجل أن لندن وواشنطن خاضتا حرباً غير مبررة ضد دولة مستقلة في القرن الحادي والعشرين.
على محمو د - أبوظبي