يبدو أن العرب ظلموا قضيتهم الرئيسية ذلك لأنهم عادة ما يتخذونها شماعة للاستبداد والقمع وكبت الحريات. صحيح أنه لا مناص من دعم القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المحورية، لكن من غير المعقول أن نتحدث دوماً عن إسرائيل واحتلالها للأراضي العربية كسبب رئيسي في تخلينا وعدم تمسكنا بالديمقراطية. الغرب يعرف جيداً أن بعض الحكومات العربية تستغل القضية من أجل ممارسة سياسات معينة لا تمت للقضية بصلة. وطوال العقود الخمسة الماضية تخلت معظم الأنظمة العربية عن الديمقراطية استناداً إلى أن ثمة خطراً يتعين مواجهته قبل إطلاق الحريات السياسية، وإلى الآن لم نشهد حسما للقضية ولا حريات سياسية. حقاً إننا ظلمنا القضية.
والآن بعد أن أصبحت الديمقراطية مطلباً أميركياً هل يتسنى للعرب اتخاذ القضية ذريعة للتأخر عن اللحاق بركب العالم الحر؟ أعتقد أن أمام العرب وقتاً طويلاً كي يتأقلموا ويستوعبوا الديمقراطية الحقيقية التي تنبع من الداخل لا تلك المستوردة أو الوافدة من الغرب.
عاطف حسن - أبوظبي