بعد أن أدركت واشنطن صعوبة موقفها في العراق هاهو الرئيس بوش يطالب الأمم المتحدة ويناشدها التدخل لإحلال السلام في بلاد الرافدين. الغريب أن إدارة بوش، التي اختارت شن حرب استباقية ضد صدام حسين من دون موافقة الأمم المتحدة أو الحصول على تفويض من المجتمع الدولي، تحاول جاهدة أن تلقي بالملف السياسي المتخم بالجدليات والمعضلات إلى الأمم المتحدة. ومن الواضح أن الحرب على العراق وضعت الأمم المتحدة في مأزق حقيقي، فقبل قرابة عام شكك كثير من المحللين في مصداقية الأمم المتحدة وجدواها خاصة وأن واشنطن لا تنتظر قرارات أممية لتحقيق أهدافها. اليوم تواجه المنظمة الدولية ورطة جديدة تتمثل في حسم الجدل السياسي المحتدم داخل الساحة العراقية وهو تحد يصعب على المنظمة الدولية مواجهته بمفردها وخصوصاً أننا تفتقر إلى الآليات التي تمكنها من حسم هذا الجدل. فهل تنجح المنظمة الدولية حيث أخفقت واشنطن ؟ المستقبل القريب سيحمل لنا الإجابة.
أحمد عادل - القاهرة