شيراك يغضب تايوان ليرضي الصين وباريس تفاجأ بخلاص بلير


في المساحة الموجزة التالية نستعرض ما نشر في صحف ومجلات فرنسا الصادرة هذا الأسبوع حول موضوعات دولية من أبرزها الاختراق المترتب على صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل، ومضاعفات تقدم جون كيري على غيره من المرشحين الديمقراطيين الأميركيين، ونقرأ بعض الافتتاحيات ومقالات الرأي التي اهتمت بزيارة الرئيس الصيني لباريس، وبإعلان نتائج تحقيق اللورد هاتون في بريطانيا.


 شيراك... والديمقراطية


 هكذا عنونت صحيفة لوموند افتتاحية نشرتها بمناسبة زيارة الرئيس الصيني خو جنتاو لباريس خلال هذا الأسبوع، وقالت الصحيفة إن الرئيس الفرنسي خذل بشكل واضح النظام الديمقراطي في تايوان وذلك بموافقته لضيفه الصيني على أن سعي تايبيه لتنظيم استفتاء متزامن مع الانتخابات الرئاسية في مارس المقبل، وهو استفتاء تعتبره بكين انفصاليا، فيما تعتبر المساعي "عدوانية، وخطيرة" و"غير مسؤولة". والحقيقة أن دعم وحدة الصين مبدأ دبلوماسي فرنسي، وغربي عموما، لكن الغريب في هذه اللغة الجارحة -تقول لوموند- هو أن عدائية شيراك ضد تايوان الديمقراطية كانت صادمة· فقد ذهب بعيدا في هجومه وربما أكثر مما يجب. وتضيف لوموند، ليست هذه أول مرة يشتط فيها شيراك في توصيفه للديمقراطية على هواه، فقد وقف في يونيو الماضي في سان بطرسبورغ في حفل افتتاح إحدى الأكاديميات وقال عنها "إنها تضع روسيا في الصف الأمامي من الديمقراطيات، واحترام الشعوب، وحوار الحضارات···" وما دفع شيراك -تقول لوموند- في كلتا الحالتين هو سعيه لتوقيع شراكة مع بكين اليوم ومع موسكو في الأمس، وهذا مفهوم، لكن غير المفهوم هو إصرار شيراك على تقديم هذه الدبلوماسية الواقعية، على أنها هي الوجه الحقيقي الوحيد للديمقراطية. ثم، أليس شيراك نفسه هو من قال عن أفريقيا سنة 1990 : "إن التعددية الحزبية هي نوع من الترف لا تمتلك الدول السائرة في طريق النمو إمكانية تبنّيهوفي العدد نفسه من جريدة لوموند كتب دومينيك دومبر افتتاحية أخرى تحت عنوان: >العم الشيوعي في باريس" تعرض فيها من جانبه إلى مضاعفات زيارة الرئيس الصيني إلى باريس، محاولا بشكل خاص التنبيه إلى أن الشراكة الفرنسية الصينية، يمكن أن تتحول عن طريق التعدي إلى شراكة مع كوريا الشمالية، بحكم ارتباط هذه الأخيرة وشراكتها الإيديولوجية مع بكين.


 ورطة تنينباوم


 خصصت صحيفة لوموند تغطيات موسعة للصفقة التي نجح الوسيط الألماني في انتزاعها من إسرائيل وحزب الله، والتي قضت بعد أخذ ورد، بمبادلة الأسرى والجثامين بين الطرفين، واعتبرت الصحيفة أن هذا الاختراق الدبلوماسي الاستعراضي الكبير، يقدم درسا لأكثر من طرف دولي، بأن المثابرة والجهد الذي لا يملّ ولا يكلّ غالبا ما يكافأ بتحقيق التوافق على مصالح مشتركة، حتى بين أشد أنواع الخصوم اختلافا، في كل شيء، كما هو حال حكومة شارون وحزب الله. وركزت لوموند بشكل خاص في تغطيتها على المصير النكد الذي ينتظر عقيد الاحتياط الإسرائيلي "هنان تنينباوم" في تل أبيب بعد أن أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنه سيحتجز ولن يتمكن من الاتصال بأحد، سوى عائلته التي ستتمكن فقط من الاطمئنان عليه، وبعد ذلك سيحال إلى تحقيق عسكري قاس، لا أحد يعرف على وجه التحديد ما سيترتب عليه· وإن كانت لوموند نقلت عن كيرين، ابنته، قولها إن التحقيق لن يكون ذا طابع جنائي، ولن يتضمن لائحة اتهام، بقدر ما سيكون متعلقا بملابسات وأشياء لها علاقة بالانضباط العسكري، خاصة بعدما ظلت تل أبيب مصرة على أنه رجل أعمال في حين ظهر هو على قناة المنار وأعلن أنه كان يسعى لجمع معلومات عن مصير الطيار الإسرائيلي المفقود أرون أراد. أما مجلة الأكسبريس فقد لاحظت في تغطيتها "العاجلة" لعملية القدس التي وقعت يوم الخميس الماضي، وقع هذا الهجوم -بعد توقف الهجمات التفجيرية منذ 25 ديسمبر- في يوم تبادل الأسرى نفسه، واعتبرت ذلك رسالة موجهة إلى شارون الذي وقع الانفجار على مرمى حجر من مقر سكنه في القدس المحتلة.


سطوع نجم كيري


 في صحيفة ليبراسيون حللت فابريس روسيلو أبعاد الفوز الواضح الذي حققه السيناتور جون كيري في انتخابات نيوهامشاير على مستوى الديمقراطيين، وذهبت إلى أنه لم يصبح فقط في مقدمة مرشحي حزبه، بل أصبح كذلك في استطلاعات الرأي مؤهلا للفوز على الرئيس بوش والجمهوريين. كما أن حظوظه في انتخابات 3 فبراير (بعد يومين) في سبع ولايات أخرى، تبدو قوية للغاية. وتذهب الكاتبة إلى أن الرجل يستمد وقود حملته الناجحة حتى الآن من كونه بطلا من أبطال حرب فيتنام، ومن قدرته على انتقاء العبارات المناسبة لأذواق جمهور عريض من الأميركيين دون أن يبدو "خائنا" أو يمينيا اكثر مما يجب. وفي صحيفة لوموند يذهب أريك لوزر إلى طرح قريب من هذا مع التنبيه إلى ضر