تحت عنوان "تأثير العراق على الحرب ضد الإرهابط نشرت "وجهات نظر" مقالاً يوم الثلاثاء الماضي للكاتب "مايكل أوهانون" عرض خلاله ملامح الإجابة على تساؤل محوري مؤداه: هل أضرت الحرب الأميركية على العراق بالحملة التي تشنها واشنطن على الإرهاب؟ عند قراءتي للمقال أحسست أن الكاتب لا يريد التحدث بشكل صريح عن أن الحرب على العراق تسببت في فلتان الوضع الأمني في أفغانستان، وذلك على رغم إشارته إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع تطبيق استراتيجيتها العسكرية الجديدة والمتمثلة في شن حربين في وقت واحد. وهو ما خلص إليه الكاتب في مقاله عندما لفت الانتباه إلى أن واشنطن أرسلت 300 ألف من قواتها إلى العراق في الوقت الذي لم يتجاوز عدد قواتها المنتشرة سواء في أفغانستان أو مناطق التوتر الأخرى على 25 ألف جندي. وحسب الكاتب، فإن الإدارة الأميركية اضطرت إلى توجيه قدراتها العسكرية والاستخباراتية نحو العراق ما أضر بجهود واشنطن التي تسعى من خلالها لتعقب تنظيم "القاعدة" في أفغانستان والمضي قدماً في مشروع بناء دولة أفغانية جديدة لا ترعى الإرهاب.
لكن ربما غاب عن مخيلة الكاتب شيء مهم يتمثل في أن إدارة بوش أسرعت بالحرب على العراق وإسقاط نظام صدام كي تغطي على فشلها في أفغانستان حيث لا تزال عناصر من فلول "طالبان" و"القاعدة" تشن هجمات ضارية ضد القوات الأميركية الموجودة هناك، ناهيك عن أن عملية التحول الديمقراطي لا تبشر بالخير سيما في ظل غياب الأمن والافتقار إلى وجود حكومة قوية في كابول تسيطر على كافة الأقاليم الأفغانية. كما أن الكاتب لم يفسر الأسباب التي دعت واشنطن لشن حربها على العراق خاصة وأن أسلحة الدمار الشامل التي خاضت واشنطن الحرب من أجلها لم تظهر بعد وكأنها سراب أو وهم، ولم يتحدث عن المصالح الإستراتيجية التي تسعى واشنطن لتحقيقها وحمايتها سواء في العراق أو أفغانستان تلك المصالح المتمثلة في تأمين تدفق النفط والسيطرة عليه، وتطويق العملاق الصيني واحتواء دول آسيا الوسطى بما فيها جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق وذلك من خلال تدشين قواعد عسكرية أميركية في هذه الدول. الغريب أن الكاتب لم يتطرق إلى تقييم الأسباب التي شنت لأجلها الإدارة الأميركية حربها على العراق وأسرف في تقييم الاستراتيجية العسكرية الحالية التي بدت ملامحها أثناء الحملة الأميركية على أفغانستان والعراق؟
حازم حسين - أبوظبي