دائرة العنف والعنف المضاد في المنطقة لن تتوقف طالما يد الإرهابي شارون طليقة في المنطقة ومسموحا لها أن تحيل مبادرات السلام العربية إلى فصول دموية وأفعال إجرامية في المنطقة ،في ظل هذا المنطق الشاروني العدواني الذي لا يعترف بالحوار فإن دائرة الدماء مرشحة لمزيد من الاتساع لا سيما وان إرهاب الدولة الإسرائيلي يجد من يبرره دوليا ومع هذا المنطق المقلوب الأبرياء دائما يدفعون الثمن وهم الضحية، أما المجرمون الحقيقيون فيحظون بالتأييد والمساندة للاستمرار في الدائرة المفرغة وتفريخ المزيد من الإرهابيين لتنفيذ أغراضهم السياسية غير الأخلاقية ·
لقد قلب شارون منذ توليه زمام السلطة في إسرائيل مع اليمين المتطرف المشهد في الشرق الأوسط الذي كان على حافة السلام إلى مشهد دموي مروع ،ولا يعقل أن تبقى الأسرة الدولية مكتوفة الأيدي إزاء هذا الجنون الذي يجتاح المنطقة وان لا تراهن على المزيد من المناورات السياسية والمزيد من الوقت، لقد عادت المنطقة بفعل التهور والجنون الشاروني إلى المربع الأول رغم الإشارات الضعيفة التي تصدر من واشنطن بين الحين والآخر وكذلك من بعض العواصم العربية والأوروبية التي تقول بأن هناك بارقة تلوح في الأفق لبوادر حل للازمة الخانقة التي تطبق على المنطقة ودولها وشعوبها بل باتت تحاصر الشعب الإسرائيلي نفسه الذي أصبح أسيرا للفكر اليميني المتطرف وتحاصر الشعب الفلسطيني بالجدر والأسلاك الشائكة والموت والدمار والاقتلاع والتي أوصلته إلى حالة من اليأس تدفعه إلى الموت لاستمرار البقاء ·
يجب على المجتمع الدولي والدول الراعية للسلام وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية أن تبدأ تحركا جديا لإحلال السلام في الشرق الأوسط ومن الجريمة أن يترك الفلسطينيون والإسرائيليون لوحدهم في هذه المرحلة لتقرير مصيرهم وبعد أكثر من ثلاث سنوات من العنف والعنف المضاد يحتاج الطرفان إلى وسيط نزيه يضعهما على سكة السلام والحل الشامل والعادل ويفرض على حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف تنفيذ قرارات الشرعية الدولية والالتزام بالاتفاقات التي تم التوصل إليها مع الجانب الفلسطيني وإعطاء الشعب الفلسطيني الأمل في تنفس الحرية وإقامة دولته المستقلة.