لاشك أن تعيين السيد الأخضر الإبراهيمي مستشاراً للأمين العام في العراق تطور مهم سيما وأن الإبراهيمي لديه سجل مشرف في حل نزاعات ما بعد الحروب. الكل رحب بتعيين الإبراهيمي لكن بدا واضحاً أن هذا الرجل سيواجه صعوبات جمة في مهمته الجديدة ليس أقلها الوضع الأمني المتدهور في مدن العراق والخلافات والجدليات المستعرة حول طبيعة الانتخابات المقبلة. هذا الرجل عليه أن يؤكد حياديته وموضوعيته ونزاهته سيما وأن مهمته هذه المرة في بلد عربي يعج بالطوائف والعرقيات. الخوف أن يقع الإبراهيمي بين مطرقة الولايات المتحدة وهيمنتها على الشأن العراق وسندان التوتر السياسي القائم الآن بين جميع الأطياف العراقية. وبرغم أن العراقيين تواقون لتطبيق الديمقراطية، فإن الوضع الأمني وغياب سلطة يجمع عليها الشارع العراقي تجعل من مهمة الإبراهيمي في غاية الصعوبة. وبصفته دبلوماسيا عربيا سابقا ومسؤولا في الأمم المتحدة نتمنى للمبعوث الأممي كل النجاح والتوفيق لأن نجاحه نجاح للدبلوماسية العربية والمنظمة الدولية في آن معاً.
على فتحي - القاهرة