يبدو أن العالم يتعرض لموجة جديدة من الفيروسات أو بالأحرى أنواع جديدة لم يتعرف الإنسان عليها من قبل. على سبيل المثال مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" لم يكن موجوداً قبل 24 عاماً، ومرض الإلتهاب الرئوي اللانمطي لم نسمع عنه إلا في خريف عام 2002. والآن ثمة خطر جديد يتمثل في مرض انفلونزا الطيور أو انفلونزا الدجاح الذي ظهر خلال الآونة الأخيرة في دول جنوب شرق آسيا. العلماء يعكفون على أسباب هذه الأمراض الوبائية ويبحثون عن تصنيع أمصال ضدها، لكن يبدو أن ثمة حدوداً للعقل البشري. ففي الوقت الذي يتصور فيه الإنسان أنه أحرز نجاحات غير مسبوقة سواء في مجالات الاستنساخ أو استكشاف الفضاء، تقف البشرية عاجزة عن محاربة فيروسات تعصف في حال انتشارها بأرواح الآلاف وربما الملايين. وضمن هذا الإطار يحمل التاريخ لنا مخاوف من انتشار أمراض وبائية تنتقل عدواها عن طريق الهواء، على سبيل المثال أودت الانفلونزا الإسبانية بحياة 40 مليون شخص حول العالم في عشرينيات القرن الماضي. نتمنى أن ينجح العلماء في مواجهة "سارس" وانفلونزا الدجاج، لأنه بدا واضحاً أن هذه الأمراض تشكل تهديداً للبشرية يفوق الإرهاب أسلحة الدمار الشامل.
أحمد عثمان - أبوظبي