الخاسر والرابح في صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله والأردن شبه عدو لإسرائيل


حظيت صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله، المتوقع تنفيذها يوم غد الخميس، باهتمام بالغ على صدر الصحف العبرية الصادرة هذا الأسبوع. فقد تباينت الآراء بين الكتاب الإسرائيليين حول أهمية الصفقة بالنسبة للدولة العبرية، وحول من الخاسر والرابح فيها.. كما واصلت الصحف الإسرائيلية الحديث عن محاكمة إسرائيل في "لاهاي"، وخلافاتها الجديدة مع الأردن.


تبادل الأسرى مع حزب الله


لم تخرج قضية "الرابح والخاسر" من حسابات الكتاب الإسرائيليين وهم يناقشون صفقة تبادل الأسرى بين دولتهم وحزب الله اللبناني. فالصحف الإسرائيلية الثلاث "يديعوت أحرونوت"، و"هآرتس"، و"جيروزاليم بوست" ناقشت بنود الصفقة وفق منظور الرابح والخاسر وما ستناله إسرائيل من مكاسب ضمن هذا الإطار مقابل مكاسب حزب الله.


"هآرتس" تساءلت عن الذكاء الإسرائيلي من إبرام صفقة تبادل أسرى مع حزب الله في مثل هذا الوقت بالذات، وبمثل تلك البنود التي أملاها حزب الله على الدولة العبرية. وخلصت الصحيفة، في افتتاحية سلطت الضوء على الصفقة، إلى أن الرابح من الصفقة في نهاية المطاف هو حزب الله وليس إسرائيل..


وفي "يديعوت أحرونوت" تباينت أراء الكتاب في تقييمهم لصفقة تبادل الأسرى. فبين مؤيد ومعارض خرجت الصحيفة بافتتاحية ترى أن الصفقة لا مفر منها بحسب كافة المعطيات السياسية أمام الحكومة الإسرائيلية. لكنها تعتقد بأنه من الممكن تحقيق مكاسب أخرى من هذه الصفقة توقف تهديد حزب الله المتواصل لأرض وشعب إسرائيل.


كاتب في نفس الصحيفة يرى أن الصفقة تعزز مكانة أحد ألد أعداء إسرائيل في المنطقة، وفي ذات الوقت تعرض قدرة الردع الإسرائيلي للخطر. هذا من زاوية نظر أمنية، ولكن من زاوية نظر أخلاقية، يقول الكاتب: لا يمكن لأي حكومة في إسرائيل أن تتخذ قرارا مغايرا عن ذاك الذي اتخذته حكومة شارون.. نعم للصفقة، مع كل التحفظات. ليس لأنها صفقة صحيحة، بل لأن رفضها ليس واردا.


لغز "رون أراد" بيد إيران


"جيروزاليم بوست" غمزت من قناة إيران في مسألة حل لغز اختفاء الطيار الإسرائيلي رون أراد. فالصحيفة تعتقد أن "أراد" ليس بيد حزب الله حتى تفاوض عليه أو تمنح معلومات عنه لرئيس الحكومة الإسرائيلية أرئيل شارون.. إيران، التي لا تكف الصحيفة عن نقدها لدعمها وتبنيها لحزب الله، كانت عنواناً لأكثر من مقالة نشرتها الـ"جيروزاليم بوست" لكتاب يهود. وفي كل مقال منها اتهامات لإيران بأنها الوحيدة التي تعلم مصير الطيار الإسرائيلي رون أراد، وبالتالي هي القادرة على حل لغز اختفائه.. كاتب في الصحيفة طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية أرئيل شارون بالتحرك نحو الضغط الدولي على إيران لتقول ما لديها بشأن رون أراد.


فجأة صار الأردن شبه عدو !


هذا عنوان لمقالة نشرت في "هآرتس" كتبها تسفي برئيل، المختص بالشؤون العربية، حول توتر العلاقات بين الأردن وإسرائيل على إثر حديث عن دعم الأولى للمحاكمة الدولية لإسرائيل التي ستجري في "لاهاي" قريباً بسبب إصرارها على بناء الجدار الفاصل.


المقالة ليست الوحيدة بهذا الشأن، فعدد كبير من الكتاب اليهود كتب في ذات الموضوع، لكن مقالة "برئيل" ملفتة بالتماس العذر للأردن، وفي هذا السياق يقول الكاتب: منذ أشهر والأردن يوضح لإسرائيل بأنه يعارض بشكل حازم إقامة الجدار، ليس لأنه لا يتفهم الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، بل لأن لديه احتياجات أمنية وسياسية خاصة به هو الآخر.. التخوف الأساس لدى الأردن هو أن يؤدي جدار الفصل إلى حركة هجرة كبرى من الفلسطينيين إليه، وهذا يجبره على اتخاذ خطوات وقائية. فنتيجة هجرة مثل تلك قلاقل داخلية لا يحمد عقباها في الأردن.


الكاتب يرى أن الأردن سبق أن جرب، في فترة الانتفاضة، قلق هجرة الفلسطينيين، وفرض قيودا مشددة على عبورهم. وتحت ضغط الفلسطينيين ومجموعات سياسية في الأردن اضطر إلى تخفيف حدة القيود، ولكن كلما تقدم بناء الجدار تبين للأردن أن خطر الهجرة الفلسطينية حقيقة لا جدال فيها.


شارون في الدرك الأسفل


53% من الإسرائيليين يرون أن رئيس الحكومة الإسرائيلية أرئيل شارون متورط في أعمال الفساد، و63% يطالبون باستقالته في حال ثبوت تورطه.. بينما 54% أظهروا عدم رضاهم عن أدائه كرئيس للوزراء، مقابل 51% لا يؤيدون استقالته في حال توجيه التهم لنجليه.


هذه ملامح بسيطة من استطلاع للرأي العام الإسرائيلي أجراه معهد "هجال هحداش" وتناولته الصحف العبرية..