لا شك أن نجاح الولايات المتحدة في إرسال مسبار فضائي إلى كوكب المريخ خطوة جديرة بالإعجاب والتقدير، لكن عند النظر إلى هذا النجاح العالمي الباهر نتذكر واقعنا العربي الذي نعاني فيه من فجوة تقنية هائلة بيننا وبين الغرب. البعض يعلق تراجعنا عن اللحاق بالتطورات التقنية على شماعة التبعية والدوران في فلك الرأسمالية العالمية التي حولتنا إلى مجرد مستهلكين لا منتجين متلقين لا مبدعين. بيد أن هذه الرؤية تفتقر إلى الصواب، فقد بدا واضحاً أن عالمنا العربي مكتظ بالكوادر البشرية التي تتمتع بدرجة عالية من النبوغ والقدرة على الإبداع غير أن هذه العناصر لا ينقصها سوى الإمكانات والتشجيع اللازمين لاستنفار طاقاتهم الإبداعية لخدمة المصالح العربية. البيرقراطية وعدم تكافؤ الفرص والإهمال كل هذه العوامل دفعت العقول العربية المتميزة إلى التوجه إلى بلاد المهجر لتصبح أميركا وأستراليا وكندا محضنا لكفاءات نادرة نحن في أمس الحاجة إليها، ومجدي يعقوب وأحمد زويل وفاروق الباز أمثلة حية على قدرة العقول العربية على الإبداع والتفوق إذا توفرت لها البيئة المناسبة.
محمود علي - أبوظبي