تحت عنوان "يتامى حماس" نشرت "وجهات نظر" يوم الأربعاء الماضي مقالاً للأخت عائشة المري وجهت خلاله نقداً شديداً للعمليات الاستشهادية التي تنفذها"حماس" ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي واعتبرتها عمليات انتحارية وعمليات قتل منظمة. وأنا أتوجه بسؤالي إليها عن الدليل الشرعي في الفتوى التي استندت إليها وكتبت عنها مقالها الذي سخرت فيه من" حماس" ومقاتليها الذين يدافعون عن كرامة الأمة في وقت ضاعت فيه الكرامة. ولكنني أتفق مع الأخت عائشة على حسرتها على ما فعلت الأم الاستشهادية التي ضحت بنفسها وتركت أولادها. ومن هنا يبرز سؤال في غاية الأهمية مفاده ما هي الأسباب التي جعلت الفلسطينيين يصلون إلى هذه المرحلة من التضحية بأغلى ما يملكون؟ والإجابة من وجهة نظري تكمن في مدى التقصير الذي ارتكبناه في حقهم.
وإذا كانت الأخت عائشة تعتبر العملية التي قامت بها هذه المرأة جريمة في حق أولادها، فإننا نتحمل وزر تلك الجريمة بموقفنا السلبي تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي المستقبل سيعلم أطفالها أن والدتهم سخرت من جبن هذه الأمة وضحت بروحها لتغيير تلك الصورة المشوهة التي وصفها الرسول بقوله (...ولكنكم كغثاء السيل).
وأعجب من قول الأخت عائشة "إن الغايات النبيلة لا تبررها أنهار الدموع والدماء"، إذاً ما هي الغايات المبررة لذلك؟ وما هي البدائل التي سيدافع بها الفلسطينيون عن أرضهم ومقدسات أمتهم وكرامتها التي بعناها على موائد المفاوضات؟ ويبدو أن الشهادة في سبيل الله أمر لا يفهمه المرفهون كما أن القاعدين عن الواجب لا يحق لهم الكلام. فهؤلاء الفلسطينيون هم النقطة المضيئة على صفحتنا التي يعمها السواد ودماؤهم الزكية هي وقود المصابيح لأمة ضلت الطريق.
حسين هرهره - أبوظبي