شعرت إسرائيل بالضجر جراء موجة الرفض العارمة لسياستها داخل الأراضي المحتلة خاصة بعد الاستفتاء الأوروبي الذي وضعها في مرتبة الدولة رقم واحد من حيث قدرتها على تهديد السلم العالمي. وتوالت الصفعات على تل أبيب من كل مكان خصوصاً بعدما أحالت الجمعية العامة للأمم المتحدة ملف الجدار الأمني إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي. فإسرائيل تواجه انتقادات دولية شديدة على مضيها قدماً في بناء هذا الجدار العنصري. وإسرائيل قلقة جداً من نتائج حكم، أو بالأحرى قرار، محكمة لاهاي على رغم أنها تشعر بأن حلقة الإدانة تطوق عنقها لكنها تكابر وتحاول أن تدفن رأسها في الرمال متجاهلة ردود الأفعال الدولية الغاضبة على بناء الجدار. بيد أن تل أبيب تستعد للرد على قرار محكمة العدل الدولية وذلك في حال صدوره لصالح الفلسطينيين, ولذا أسرعت إلى الإعلان بأنها تقوم بتعديلات على الجدار العازل والذي غيرت اسمه لشدة قلقها إلى "جدار منع العمليات الإرهابية".
وبالأمس القريب فقد السفير الإسرائيلي في استكهولم بالسويد أعصابه عند مشاهدته لوحة، رسمها فنان إسرائيلي، تظهر الفتاة الفلسطينية، التي يصفها البعض بـ"الانتحارية" التي قامت بعملية أدت إلى مقتل تسعة عشر إسرائيلياً في تل أبيب، وهي ُتجدف في قارب يبحر في بحيرة من الدماء. وما كان منه إلا أن تصرف تصرفاً مشيناً لا يليق بأي ديبلوماسي حيث قام بإطفاء الأضواء الكاشفة المسلطة على اللوحة، ما يعني أن إسرائيل تواجه الآن سهام أبنائها الفنانين الذين سجلوا وحشيتها. وثمة دلالة أخرى على استياء الإسرائيليين أنفسهم من سياسات حكومتهم ألا وهي رفض الجنود الإسرائيليين الخدمة في الأراضي الفلسطينية. وماذا بعد؟... ربما يأتي الطوفان ليغرق فيه شارون قريباً.
منصف أبوبكر - أبوظبي