يبدو أن العراق الذي عاش عقوداً من الاستبداد والظلم وعانى من ويلات حروب لا طائل من ورائها، يعاني الآن من غياب عربي واضح، فالساحة العراقية أصبحت مسرحاً لتدخلات من أطراف آسيوية وأوروبية وربما نشهد في المستقبل إسهامات من بلدان أميركا اللاتينية، فاليابان أرسلت قواتها إلى العراق ومن قبلها كوريا الجنوبية وبولندا، لكن فكرة إرسال قوات عربية لم تناقش أو بالأحرى تم وأدها في المهد.
ومن الواضح أن ثمة قناعة عربية بترك الزوبعة العراقية تمر دون خسائر مع واشنطن، بمعنى أن البلدان العربية لا تريد الدخول إلى المعترك العراقي إلا عبر المرور من البوابة الأميركية، وذلك لأن واشنطن هي التي توزع الأدوار والمهام التي تتضمن عقود الإعمار وعمليات حفظ السلام. غير أن هذه القناعة ستجعل العرب ينتظرون مدة طويلة كي تأذن لهم واشنطن بالدخول إلى الساحة العراقية التي تسودها حالة من عدم الاستقرار لا يعرف أحد متى وكيف تنتهي.
وفي ظل استمرار الغياب العربي عن الساحة العراقية أو بالأحرى الانتظار حتى تحسم واشنطن أو تسدل الستار على المشهد السياسي في العراق، فإن الجامعة العربية لن تستطيع في المستقبل لعب دور في العراق الجديد لأنها طواعية أو كرها اختارت عدم الانهماك في معمعة بلاد الرافدين.
يعقوب حميد - تونس