تحت عنوان "حرب الأفكار وأوهام النصر" نشرت "وجهات نظر" يوم الاثنين الماضي مقالاً للكاتب الأميركي الشهير "توماس فريدمان" خلص فيه إلى نتيجة مفادها أن الولايات المتحدة لن تستطيع كسب ما أسماه الكاتب بـ" حرب الأفكار" لأن الولايات المتحدة فشلت في إقناع إسرائيل بالتخلي عن المستوطنات. وأقول للسيد "فريدمان" الذي اعترف بنفاق واشنطن في تعاملها مع النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، إنني أتفق معك في أن ممارسة الولايات المتحدة ضغوطاً على الدولة العبرية لإجبارها على الانسحاب من الضفة الغربية سيعزز بلاشك من النفوذ الأميركي في العالم الإسلامي وفي المنطقة العربية، وسيساعد واشنطن على كسب "حرب الأفكار" التي تخوضها ضد الإرهاب.
الغريب أن فريدمان بدلاً من وصف سياسة واشنطن تجاه النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي بالمنحازة إلى تل أبيب، ارتضى لنفسه تسميتها "بسياسة اللاسياسة" وهو وصف يفتقر إلى الصواب ذلك أن ردود الفعل الأميركية على الممارسات الإسرائيلية تفتقر إلى الحزم وغالباً ما تعطي واشنطن الضوء الأخضر لتل أبيب كي تقوم باستهداف واغتيال عناصر المقاومة الفلسطينية، ناهيك عن عدم ممارسة الولايات المتحدة ضغوطا حقيقية لمنع شارون من استكمال بناء الجدار الأمني.
وعلى رغم أن الكاتب قد وضع أصبعه على مكمن الخلاف الرئيسي بين الولايات المتحدة وجميع الدول العربية والمتمثل في انحياز واشنطن لإسرائيل، إلا أنه لم يتطرق إلى مقترحات جديدة يمكن تطبيقها على الأرض لإجبار تل أبيب على الانسحاب من الضفة والقطاع.
وعلى رغم أن "فريدمان" استشهد بتجربة "حزب الله" في لبنان لتأكيد وجهة نظره التي تتلخص في أن الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة سيجرد تنظيمات المقاومة الفلسطينية من شرعية شن هجمات على إسرائيل، فإنه لا يزال يصر على وصف الهجمات التي يشنها الفلسطينيون بـ"الانتحارية" متجاهلاً الأسباب الحقيقة لوقوع عمليات من هذا النوع.
أحمد عادل - القاهرة