يناقش المجلس الوطني الاتحادي في إطار جدول أعماله اليوم مخرجات التعليم العالي ومناهج المرحلة التأسيسية ،ويشكل هذان الملفان أهمية كبيرة على الصعيد المحلي لأنهما أساس عملية التنمية، وأي دولة تريد أن تضع أقدامها على عتبة الألفية الجديدة لا بد لها من مراجعة مستمرة للمناهج ومراقبة مخرجات التعليم العالي ومدى مواكبتها لحاجات العصر·
دولة الإمارات منذ حوالي ثلاثة عقود ونيف أي منذ سبعينات القرن الماضي وتخريج الدفعة الأولى في جامعة الإمارات برعاية صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' راعي مسيرة التعليم والنهضة في البلاد ومرورا بكليات التقنية العليا وجامعة زايد وهي تشهد تخريج أفواج متتالية من أبناء الوطن المتسلحين بالعلم والمعرفة ومن خلال إحصائيات التعليم العالي نجد أن 08 في المئة من خريجي جامعة الإمارات يجدون فرص العمل المناسبة والمشكلة كانت في خريجي التخصصات النظرية ''العلوم الإنسانية'' لأن مجالهم ضاق جدا، أما خريجو التقنية فتصل معدلات توظيفهم إلى أكثر من38 في المئة والنسبة المتبقية 71 المئة تتوزع بين طلاب الدراسات العليا وظروف الزواج بالنسبة للخريجات وسوء التخطيط لجهة النطاق الجغرافي· وفي جامعة زايد تصل نسبة التوظيف إلى 88 في المئة للخريجات بل إن 61 في المئة من الخريجات يتم التعاقد معهن وهن على مقاعد الدراسة·
الأرقام تشير إلى حد بعيد إلى أن مخرجات التعليم تلامس متطلبات المجتمع وتواكب التطور الذي تشهده البلاد كما تدعم في الوقت نفسه اتجاه معالجة التركيبة السكانية· وبمقارنة ما نحن عليه اليوم بالثمانينات والسبعينات نلمس الفارق الكبير في وزاراتنا ومؤسساتنا الاتحادية والمحلية وحتى في القطاع الخاص حيث يتبوأ أبناء الوطن المناصب القيادية والإدارية العليا ويشغلون الوظائف الإدارية والإنتاجية ويقومون بواجبهم بإخلاص وكفاءة·
ولكن التساؤل الذي يطرح نفسه بإلحاح في الألفية الثالثة ومع التقدم الرهيب الذي حصل في المعرفة والتقنيات الحديثة ما هي المخرجات التي نريدها اليوم في العصر الرقمي وما هي المناهج التي يمكن أن تواكب التطور الرهيب في التعليم ووسائله؟· الواقع يقول إن ميزانيات التعليم العالي تعاني اليوم من عجز وقد حرم أكثر من 0001 طالب من دخول كليات التقنية العام الدراسي الحالي بسبب العجز هذا بالإضافة إلى العجز المتوقع في ميزانيات التعليم العام والتي من المتوقع أن تصل خلال السنوات القليلة المقبلة إلى أكثر من ثلاثة أضعاف الميزانية الحالية··نأمل أن يولي المجلس الوطني في المرحلة المقبلة اهتماما كافيا لتوفير الدعم اللازم للتعليم وتكاليفه الباهظة والحصول على المخرجات المأمولة.