بوش سيدافع عن سياساته في خطاب "حالة الاتحاد"... ومن الصعب تحديد موعد للانسحاب من العراق


  ما هي القضايا الرئيسية التي سيعرضها الرئيس بوش أمام الكونجرس غداً في خطاب "حالة الاتحاد"؟ وهل أصبح العراقيون مسؤولين عن تحديد موعد انسحاب القوات الأميركية من بلادهم؟ وكيف يفسر بعض الأميركيين اقتراح أحمد قريع المتمثل في إنشاء دولة واحدة لقوميتين عربية ويهودية؟  وما هي التساؤلات التي يتعين طرحها قبل البدء في تنفيذ خطة بوش الفضائية؟ وماذا عن أخطر التحديات التي يجب على الرئيس الجورجي الجديد البدء في مواجهتها؟ جولتنا الأسبوعية في الصحافة الأميركية  تجيب على الأسئلة السابقة.


خطاب متفائل


ضمن استقرائها للقضايا التي سيتطرق إليها بوش في خطاب "حالة الاتحاد" والذي سيلقيه الرئيس الأميركي يوم غد الثلاثاء كتب "جيمسجي. لاكلي" تقريراً في "الواشنطن تايمز" خلص فيه إلى استنتاج مفاده أن بوش سيستخدم هذا الخطاب، وهو الرابع منذ توليه الرئاسة، كأداة للدفاع عن خططه المتعلقة بتعديل سياسات الهجرة وخفض الضرائب ناهيك عن أن الخطاب سيكون فرصة لتذكير الأميركيين بأنهم يعيشون في بلد لا يزال يخوض حرباً ضد الإرهاب. أما "مايك ألن" فكتب  تقريراً في "الواشنطن بوست" عرض خلاله عبارة، وصفها الكاتب بـ"المفعمة بالتفاؤل"، من المتوقع أن يتضمنها خطاب الرئيس بوش غداً إذ تنص على " إننا أمة تخوض حرباً  وقراراتي الشجاعة تجعل أميركا أكثر أمناً (...) كما أن السياسات التي انتهجتها إدارتي جعلت الأميركيين في وضع أفضل وجعلت البلاد أكثر ازدهاراً لكنني لست راضياً ويتعين على الكونجرس تمرير الاقتراحات التي تقدمت بها".  


 متى الرحيل؟


 يبدو أن تحديد موعد لانسحاب القوات الأميركية من العراق بات أمراً صعباً... هذا ما خلصت إليه افتتاحية "لوس أنجلوس تايمز" حيث ترى أن الولايات المتحدة تواجه صعوبات جمة في هذا البلد المدمر، لذا فإن تسليم السلطة إلى العراقيين يستلزم  قيام جميع الأطراف العراقية بالبحث عن صيغ وحلول توفيقية لتجاوز الوضع الراهن. ما يعني أن الصحيفة ُتحمّل العراقيين مسؤولية تحديد موعد انسحاب القوات الأميركية. على سبيل المثال يتعين على المرجع الشيعي آية الله على السيستاني، الذي يطالب بإجراء انتخابات عراقية مباشرة، أن يدرك أن انتخابات يونيو المقبل، بالرغم من أهميتها، فإنها لن تكون الأخيرة. وحسب الصحيفة، فإن السيستاني ليست لديه سلطة الاعتراض على الخطوات التي تقوم بها الولايات المتحدة، لكن واشنطن  ستحاول، قدر استطاعها، تحقيق أمانيه. إن انسحاب الولايات المتحدة من العراق بشكل مفاجئ سيشكل، حسب الصحيفة، خطراً يتمثل في انتشار الفوضى ليس فقط داخل العراق بل في الدول المجاورة. فالقوات الأميركية ستبقى في العراق  حتى بعد مرور سنوات على تشكيل حكومة عراقية.


أطروحة "قريع"


في معرض تعليقها على أطروحة رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع والمتمثلة في فكرة إنشاء دولة واحدة  لقوميتين عربية ويهودية والتي تأتي رداً على تمادي شارون في تدشين الجدار الأمني، وتحت عنوان " العرب والجدار" وصفت افتتاحية "الواشنطن تايمز" فكرة إنشاء دولة واحدة في المنطقة ما بين البحر المتوسط ونهر الأردن بأنها ليست أطروحة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بل إنها مجرد وصفة لتدمير إسرائيل.  فعدد اليهود داخل الدولة العبرية يصل إلى 5.5 مليون نسمة بينما يصل عدد العرب الذين يعيشون داخل الخط الأخضر أكثر من مليون نسمة في حين بلغ عدد السكان العرب في الضفة الغربية وقطاع غزة 3.5 مليون نسمة، وبما أن معدلات المواليد في الضفة والقطاع أعلى من معدلات المواليد داخل الدولة العبرية، فإن اليهود سيصبحون خلال العقود المقبلة أقلية داخل إسرائيل.


تساؤلات ونصائح... فضائية


على رغم ترحيب الأميركيين بهبوط مسبار الفضاء "سبريت" على سطح المريخ، فإن ثمة تساؤلات تجول في مخيلتهم حول طموحات الرئيس بوش المتمثلة في تدشين قاعدة فضائية على سطح القمر بحلول عام 2020. وضمن استقراء هذه الأسئلة وتحت عنوان " العد التنازلي للهبوط على المريخ" نشرت "كريستيان ساينس مونيتور" افتتاحية تطرقت خلالها إلى مجموعة من الأسئلة التي تراها الصحيفة أداة لتقييم طموحات بوش الفضائية. ومن بين هذه الأسئلة: هل يمكن لمشروعات الفضاء أن تدخل خلال السنوات المقبلة في منافسة مع مجالات إنفاق ُملحة على الأرض كالرعاية الصحية مثلاً في وقت يطلب فيه الرئيس بوش من الكونجرس اعتماد ميزانية قدرها 11 مليار دولار لتفيد مهام فضائية أخرى، ناهيك عن أن الرئيس الأميركي لم يحد