التصريحات التي أدلى بها ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي قبل أيام والتي وجه من خلالها اتهامات لياسر عرفات بأنه غير أهل للثقة، وإنه لا يمكن التقدم في العملية السلمية طالما أن عرفات هو الذي يفاوض باسم الفلسطينيين، تحمل كثيراً من الإجحاف بحق الرئيس الفلسطيني. فكيل الاتهامات لرجل ينادي بالسلام ليل نهار وتوجيه سيل من التهم لرجل أفقده الاحتلال الإسرائيلي كل الأدوات اللازمة لممارسة صلاحياته وسلطاته كرئيس للفلسطينيين ما هي إلا افتئات على الحقيقة لاسترضاء صقور (الليكود) وغلاة اليمين الإسرائيلي. والمتابع للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي يخرج بنتيجة مفادها أن المشكلة لا تكمن في عرفات، بل إن لب النزاع يكمن في السياسات والممارسات الإسرائيلية. لقد جربت واشنطن وتل أبيب رجلا آخر هو محمود عباس (أبو مازن) والنتيجة أن هذا الأخير استقال من منصب رئيس الحكومة الفلسطينية عندما أيقن أن الشارع الفلسطيني لن يتخلى عن الاستقلال مهما كان الثمن.
من غير المنطقي تحميل الرئيس الفلسطيني المسؤولية عن فشل جهود السلام الأميركية سيما وأن حكومة شارون تتحمل المسؤولية كاملة عن تصعيد الأجواء وليس أدل على ذلك من مضي رئيس الوزراء قدماً في اتجاه استكمال الجدار الأمني. الغريب أن ديك تشيني لم ينتقد من قريب أو بعيد الممارسات الإسرائيلية ولا الجدار الأمني وكأن عرفات هو الذي يجتاح المدن الإسرائيلية بدباباته. فرفقا بعرفات يا ديك تشيني.
مسعود إبراهيم - القاهرة