يتحول الجهاز الذي سحر العالم بقدراته الفريدة إلى نقمة على عالمنا العربي بسبب جهلنا التعامل السليم مع هذه الاختراعات المفيدة جداً لو أحسن استخدامها. فاليوم تبرز مشكلات عديدة بسبب الإنترنت والكمبيوتر المتواجد في كل بيت وبين أيدي كل فرد من أفراد الأسرة بلا رقيب ولا حسيب. المشكلات تتلخص في أمر واحد فقط وهو عدم التوجيه والاهتمام بتدريب النشء على فائدة ومضار هذا الجهاز على الفرد والأسرة والمجتمع ككل. نحن نكتفي بتلبية رغبات أبنائنا بالتكنولوجيا مسرورين باستخدامهم لها ولا نعير مسألة الخطر الذي يداهمنا من هذه التكنولوجيا أي اهتمام.
قبل نحو أسبوع كنت أجلس مع صديق يعمل مدرساً في مدرسة ثانوية ريادية، أخبرني أنه اكتشف بأن عددا كبيرا من البحوث التي يكلف بها طلابه المتفوقين مسروقة من الإنترنت حرفياً، وعندما حقق في الموضوع مع طلبته أخبروه أنهم يستطيعون كتابة أفضل منها لكنهم استسهلوا أخذها جاهزة من الإنترنت بدلاً من مشقة القراءة والكتابة التي تأخذ وقتاً طويلاً منهم.
هذه الظاهرة تجر أسئلة كثيرة حول ضرورة أن ندخل التكنولوجيا إلى عالمنا العربي طالما أننا لا نحسن توجيه من يستخدمها. وهناك سؤال أكبر وأهم وهو ألا يسأل أحدنا عن نسبة العلم والمعرفة التي يتلقاها الفرد العربي من تعامله مع الإنترنت وهل تتم مقارنة هذه النسبة مع قيمة الفاتورة الشهرية للإنترنت؟
علي جبران - الأردن