عند النظر إلى مستقبل المنطقة العربية وطبيعة صراعها المرير مع الغرب سنجد أن لا بديل لنا عن الديمقراطية كسبيل لتحسين صورتنا أمام المجتمعات الغربية التي تنظر إلينا اليوم نظرة ازدراء قاسية. فالديمقراطية من شأنها تحسين صورتنا الخارجية وسلوكنا الداخلي كي ندرك العصر ونواكب التقدم المفروض علينا أساساً، إذا أردنا الحقيقة، من العالم.
مع نهاية عام 2003 كانت هناك بوادر انفتاح عربي على الديمقراطية النسبية، وجرت انتخابات في أكثر من قطر عربي، لكنها وللأسف الشديد حملت معها إشارات غير سوية للغرب ربطتنا مباشرة بدوائر التمثيل في العالم، حيث كانت تلك الانتخابات صورية غير حقيقية ولا نزيهة.. تلك الانتخابات بدلاً من أن تحسن صورتنا أساءت إلينا كثيراً وأظهرتنا بمظهر المتخلفين، غير المنتبهين لجوهر الممارسة الديمقراطية.
يجب علينا أن نؤمن أن الديمقراطية في بلادنا تائهة عن هويتها الحقيقية، ويجب أيضاً أن ندرس أسباب تعثر الديمقراطية في العالم العربي وما يترتب على ذلك من آثار سلبية، وعرض التجارب الديمقراطية العربية بشكل نقدي جريء، وما تواجهه بعض التجارب العربية في هذا المجال من تحديات، وأهم العوامل التي تساعد على إصلاحها وتطويرها، وإبراز دور التربية كعامل له تأثير فعال في تطوير المسيرة الديمقراطية، وتوجيهها نحو المسار السليم والتطبيق الصحيح، ومعرفة أهم الوسائل التي تساعد على تفعيل دور التربية، وتمكينها من المساهمة في تكوين الوعي العلمي والواقعي بقضايا الديمقراطية، وتوضيح أثر الديمقراطية على الممارسات التربوية والتعليمية في نظامنا التعليمي.
هكذا فقط نُخرج الديمقراطية العربية من تيهها ونحصل على ما نريد.
علي المرزوق - سوريا