:Survival
أفريقيا تستعيد أهميتها الاستراتيجية


الحرب على العراق أو بالأحرى المسألة العراقية بجوانبها المتعددة كانت محور اهتمام العدد الأخير من دوريةSurvival  التي تصدر كل ثلاثة شهور عن المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن·
وتحت عنوان (من ألمانيا إلى العراق: دور الولايات المتحدة في عملية بناء الدولة) كتب (جيمس إف · دوبينس) تقريراً أشار خلاله  إلى أنه على رغم أن الولايات المتحدة خاضت  منذ انتهاء الحرب الباردة ست  عمليات بناء دولة أو (استخدام القوة العسكرية بعد انتهاء النزاعات لتحقيق  الديمقراطية) وذلك في: الصومال وهاييتي والبوسنة وكوسوفا وأفغانستان وأخيراً في العراق، وعلى رغم أن واشنطن خاضت عقب انتهاء الحرب العالمية  الثانية تجربتي بناء الدولة في ألمانيا واليابان ، فإن الإدارة الأميركية لم تستوعب الدروس المستوحاة من هذه التجارب عند تعاملها مع الوضع الراهن في العراق·
وضمن الجدل الدائر حول محاكم جرائم الحرب في العراق كتب (لينسلي فينجاميري) تقريراً تنبأ فيه بأنه من غير المحتمل أن تدعم هذه المحاكم السلام أو تكون وسيلة  لإعادة بناء الدولة العراقية، بل إنها قد تؤجج الخلافات والانقسامات بين الجماعات المسيطرة داخل المجتمع العراقي وربما تعزل ما يمكن تسميته بـ ( التيار السني المعتدل) وهو تيار من الضروري التعاون معه لضمان إحراز نجاح في أي ترتيبات سياسية في عراق المستقبل·
وبعيداً عن الشأن العراقي وتحت عنوان (تنامي الأهمية الاستراتيجية لأفريقيا) أوضح (جوناثان ستيفنز) أنه بعد انتهاء الحرب الباردة لم تعد القوى العظمى تنظر باهتمام للقارة الأفريقية، لكن عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر ثمة اتفاق في الغرب الغربية على أن أفريقيا ستحصل على مساعدات من الحكومات الغربية لمنع الدول الفاشلة في القارة السمراء من أن تكون ملاذا غير قانوني للجماعات الإسلامية المتشددة كتنظيم (القاعدة)· صحيح أن هذا السيناريو لم يتحقق بعد، لكن يوجد اجماع بين الأوروبيين والأميركيين على ما يلزم تنفيذه في أفريقيا والذي يندرج ضمنه: حفظ السلام وبناء المؤسسات· وفي ظل وجود اهتمام الولايات المتحدة بمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء والذي يصحبه  اهتمام أطلسي، فإنه من المتوقع أن  تصبح  هذه المنطقة مكاناً نموذجياً لإبرام تعاون استراتيجي بين الولايات المتحدة وحلفائها الأطلسيين، وهو تعاون من خلاله يمكن تصحيح العلاقات الأطلسية المتصدعة جراء الحرب الأميركية على العراق·


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(مختارات إيرانية): الانفتاح والإصلاح وحوار الحضارات


تناول المقال الافتتاحي للعدد الأخير من مجلة (مختارات إيرانية)، الصادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مشروع الخطة العشرينية المعتمد من قبل (مجمع تشخيص مصلحة النظام)، والتي وضعت (من أجل أن تصبح إيران دولة متقدمة ذات مكانة اقتصادية وعلمية وفنية مرموقة على المستوى الإقليمي، وأن تكون لها مكانتها البناءة والإيجابية والمؤثرة في العلاقات الدولية)· ويستعرض المقال مجموعة الأهداف التي حددتها الخطة لتعمل إيران من أجل تحقيقها، وأهمها: الانتقال من مصاف الدول النامية إلى مصاف الدول المتقدمة، والأخذ بأسباب المعرفة والقدرة على تطوير العلوم والتكنولوجيا، وتحقيق الأمن والاستقلال وتوفير القدرات الدفاعية، والوصول إلى المستوى المأمول من الرفاهية والأمن الغذائي والضمان الاجتماعي، والى مكانة اقتصادية مرموقة. والى جانب تلك الأهداف اهتمت الخطة، حسب ما جاء في المقال، بالدور الإيراني الإقليمي والعالمي، ونصت على اعتماد الإلهام والفاعلية والتأثير في العالم الإسلامي... فهل يمكن تحقيق الأهداف الواردة في الخطة العشرينية؟ يجيب المقال الافتتاحي لـ(مختارات إيرانية) بالقول إن الخطة تنطلق من فرضية استمرار نظام حكم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في وقت تحيط الشكوك من كل جانب بمستقبل هذا النظام، سواء من منظور التحديات الخارجية واحتمالات شن عدوان أميركي-إسرائيلي على إيران، أو من منظور التحديات الداخلية لدرجة أن البعض بات يتحدث في توصيفه للحالة الإيرانية الراهنة باعتبارها الهدوء الذي يسبق العاصفة.
وفي دراسة حول (حوار الحضارات وتأثيره على السياسة الخارجية الإيرانية)، ينوه كاتبها شهريار دبير زاده بانتخابات عام 1997، والتي جاءت بالإصلاحيين إلى السلطة، كبداية لمرحلة جديدة على صعيد التفاعلات الداخلية والسياسة الخارجية للجمهورية الإيرانية، إذ قوبلت اطروحات الرئيس محمد خاتمي بحفاوة بالغة من قبل الشعب والعالم الخارجي. فمثلت مرحلة الرئيس خاتمي وسيادة الخطاب التقاربي وأطروحة حوار الحضارات، أحدث مراحل السياسة الخارجية لإيران بعد الثورة الإسلامية في عام 1978· إذ تبنى خاتمي اطروحة حوار الحضارات ومبدأ التصالح والتقارب كا