... استهداف الشرطة العراقية الساهرة على حماية مجتمعها من المجرمين واللصوص ومن كل العابثين بأمن المجتمع ، بالسيارات المفخخة ، وبالعبوات الناسفة ، وبالتصفية الجسدية لعناصرها في بعض المناطق ، لا يندرج إطلاقا تحت بند مقاومة الاحتلال وتكدير وجوده وحمله على الرحيل ، وإنما يقع تحت مسمى الفعل الاجرامي والسلوك غير السوي لأفراد وجماعات زالت دولتها وغارت حظوتها وفقدت سطوتها وجبروتها ، ظلت تحلم وتسعى الى إعادة عجلة التاريخ الى الوراء قسرا ، ووقف تيار التغيير الجارف الذي غمر وجه الحياة في العراق عمدا ، بعدما حطم الأصنام المنصوبة في كل الميادين والساحات والواجهات ، وكشف عما تحت الركام الهائل من الأوجاع والآلام والأحزان التي ناء من حملها الشعب العراقي طيلة أربعة عقود من الزمن ·
... أفراد الشرطة العراقية ليسوا من بلاد غير العراق ، ولم يجلبوا من المنافي وزوايا التغريب والاغتراب التي عانى من ظلمتها وصقيعها ملايين العراقيين إبان الحكم السابق ، بل هم عراقيون عاديون حملتهم الغيرة على الوطن وأسباب كسب العيش الشريف إلى العمل في هذه المهنة الخطرة ، متحدين الظروف الحالية ، غير هيابين من خطورتها التي لا تخفى على أحد ، ليساهموا في مهمة بناء العراق الجديد ، الذي يتطلع جميع العراقيين الى أن يكون مستقرا آمنا ، يحكمه القانون والنظام وتحترم فيه حقوق الانسان وحرياته الاساسية ، وتصان فيه كرامة الانسان المهدرة في السابق ، حتى يأمن على نفسه وعلى أسرته وعلى مجتمعه ليتفرغ للعمل والانتاج والابداع في كل مجالات الحياة ·
ومما لاشك فيه أنه كلما اقترب موعد تسليم السلطة للعراقيين واستعادة السيادة الكاملة على وطنهم ، وبالتالي رحيل الاحتلال وذهاب سلطته ووطأته ، ازداد إحباط وغيظ الذين لا يريدون الخير لأهل العراق ، الأمر الذي يدفعهم الى ارتكاب الاعتداءات اليائسة على رموز السيادة الوطنية ، ومنها الشرطة التي ولدت من رحم العراق الجديد ، وتربت وشبت واشتد ساعدها وقوي عودها في ظل أصعب الظروف والأحوال ، لتظل سندا وعونا للسلطة الوطنية في إنجاز التغيير المأمول.