لقد أحزنني كثيرا موقف بعض الصحف المصرية تجاه ليبيا ، أولاً: من حق الصحف أن تنتقد بعض المواقف السياسية ولكن ليس من حقها التشهير بشخص صاحب القرار·
ثانيا: لماذا كل هذا الهجوم على ليبيا بعد اتخاذها ماتراه مناسبا لها اقتصاديا وسياسيا وطبعا هذا شأن داخلي ليس من حق أحد أن يصدر أحكاما وينتقد سياسات وهو لا يفهم طبيعة الأمور، وانني أعتقد انه من السهل جدا توزيع الاتهامات لكن من الصعب قبول رد الطرف الآخر، لماذا؟ لأن الكاتب الذي يتبنى الديمقراطية في كتاباته هو نفسه ديكتاتور لا يحب أن يحيد أحد عن آرائه· اذاً أين الديمقراطية في الكتابة؟ من حقي أن أكتب ومن حق الغير أن يرد، تلك هي الديمقراطية!
ثالثا·· ما هو موضوع الخلاف·· إن الكتاب والصحفيين كانوا يعتقدون أن أسلحة الدمار الشامل الموجودة في ليبيا هي آخر قلعة من قلاع الأمة العربية وأن هذه الأسلحة سوف تستخدم عند ظهور صلاح الدين الثاني لتحرير القدس والعراق وحل بقية العقد·
لقد صدموا في آمالهم غير الحقيقية فكان تأثير الصدمة عليهم شديدا حتى فقدوا العقل والرشد ولكن لماذا القسوة على ليبيا الدولة التي عانت أكثر من 15 سنة من الحصار ولم يقدم لها أحد من العرب شيئا أو كلمة عزاء، أين كنتم أيام حصار ليبيا؟ ولكن هاهي ليبيا تريد أن تفك الحصار من أجل مستقبل شعبها وشعوب المنطقة، هل هذا ضد السلام وضد الأعراف والتقاليد·
ان القذافي استمع إلى صوت العقل وأراد أن يجنب بلاده مؤامرة كانت تحاك في الظلام، ولكن أفسد الخطة التي كانت معروضة ومفروضة··
أرجو من الصحافة أيضا أن تستمع إلى صوت العقل والحكمة لأن مصير الشعوب لا تحدده كلمات غاضبة.
د. مراد راغب حنا - أبوظبي