حين يؤكد المرجع الديني آية الله علي السيستاني على موقفه الداعي إلى إجراء انتخابات عامة في العراق دون تأخير، فهو يثبت بذلك الموقف مرة أخرى أن بعض رجالات الدين هم أكثر تقدمية من نخبنا التي تدعي الحداثة والانتماء إلى العصر. فرغم حقيقة انه لا شرعية لكل ما يحدث في العراق، بدءاً من الغزو الأميركي وانتهاء بسلطة مجلس الحكم الانتقالي ذاته، فان أحدا من مثقفي العراق الحداثيين وسياسييه البارزين، لم يجرؤ على قول الحقيقة: وهي أن أولئك محتلون وهؤلاء بلا شرعية. بل إن اغلب مثقفي العراق ممن تفتح لهم وسائل الإعلام صدورها، كثيرا ما كان همهم الأساسي إبراز الموانع والحوائل دون إجراء استفتاء دستوري وتنظيم انتخابات عامة. لكن على العكس من ذلك، قال السيستاني علنا للأميركيين ووسطائهم: إنكم في العراق قوة احتلال عسكري أجنبي، وان المجلس الانتقالي ليس له شرعية تمثيل العراقيين.
يجب على المثقفين العراقيين إذن أن يستلهموا الشجاعة الأدبية وتحمل المسؤولية التاريخية، من آية الله السيستاني، حتى لا يتحول دورهم المفترض في تقويم النظام الديمقراطي وتعميقه في المرحلة القادمة من عمر العراق، إلى دور مشبوه، وأن لا يصبحوا (شاهد ماشاف ش حاجة)!
كوثر حميد - البحرين