بذلك الشعار الذي وضعه مفكر أميركي مغمور، ومعروف بارتباطاته مع الدوائر الرسمية العليا في واشنطن، افتتنت نخبنا العربية وأخذها بريق المصطلح وجدته، تماماً كما تذهب عقولها صرعات الموضة وجديد الحياة الاستهلاكية التي توشك أن تجعل الإنسان عبداً أسيراً لمخرجات المجتمع ما بعد الصناعي المعولم· قال أولئك، مستلهمين من فوكوياما، إن القومية العربية انتهت وإنه لم يعد هذا أوانها من التاريخ، كما تنبأوا في أواسط التسعينيات من القرن الماضي، بأن تحل الشرق أوسطية والأورومتوسطية، محل الرابطة العربية التي (طواها التاريخ إلى الأبد)، بعد أن أفلست مشروعات النخب (الثورية) التي حملت الشعار القومي· لكن وإن أثبتت السنوات اللاحقة هشاشة الطموحات التي روج من خلالها بعض مفكرينا لكل المشروعات الإقليمية البديلة، فإن الفكر النقدي، وهو الأكثر كفراً بتأطير الأيديولوجيا وقوالبها، يبين أنه لا غنى في التاريخ عن الأيديولوجيا، أي أيديولوجيا، بالقدر الذي أثبت الواقع أن كلا من الشرق أوسطية والأورومتوسطية آيلتان إلى الفشل، وأن (الأصولية) في تنامٍ مستمر، وأن إحياء الرابطة العربية هو حاجة أساسية الآن أكثر من أي وقت سابق·
حميد لبيب - مصر