إن سقوط صدام حسين في قبضة قوات التحالف لا يعني أن الأمة العربية (الإسلامية) ستضع صدام في قائمة الثوار العرب بقدر ما ستلعنه كما مر اسمه بالخاطر· وقد لا يهم العرب نهاية صدام بقدر ما يهمهم أن تاريخ صدام كان السبب الأساسي في هيمنة الولايات المتحدة على منطقة الشرق الأوسط·
ولندع الذي يقول إن العرب هم الجهة التي يتعين عليها انتزاع السلطة من صدام وليس الأميركيون، فبهذا القول نتهم أنفسنا بالعنصرية التي تؤدي بنا إلى الهلاك· لنرجع إلى الأهداف والإيجابيات من الأمور أكثر مما نتعلق بتفاهات أدت بنا إلى هذا الوضع الذي نعيشه في الوقت الحاضر كعرب ومسلمين بصورة عامة·
لا بد أن نسأل أنفسنا الأسئلة التي من خلالها تتضح لنا وتتبين لنا الأخطاء، فالأول هل نحن فعلاً أمة اقتدى بها الناس في العلم والمعرفة أم نحن نجهل ذلك كله بمرور الزمن؟ والتالي هل نحن بعنا ثقافتنا وعلومنا التي هي مصدر تطورنا الذي بات ساكناً منذ عقود من الزمن أم كان قادتنا قد باعونا؟ كل هذا ونحن ساكنون لا نتحرك إلى الأمام أو قد بدأنا نتراجع حتى في بلادنا وبين أهلنا، التفرقة التي صنعها الأعداء جعلتنا نصدق به بـ(إعلامنا) أكثر مما يصدق الواحد منا الآخر، مصيبة أن يقول العربي أنا عربي ولا يهمني أمر الكردي أو التركماني، أو أن يقول التركماني كذلك أو يقول الكردي كذلك· أو أن يقول السني لا يهمني الشيعي أو أن يقول الشيعي لا يهمني السني· وفي نهاية المطاف نحن تحت سقف واحد والإسلام يحيط بنا·
فلاح حسن حيدر - ألمانيا