كم يحزنني سماع العديد من الأفكار والمقترحات التي تدعو إلى مستقبل الدولة العراقية الجديدة، كعراق فيدرالي، أو أن يكون العراق دولة إسلامية، أو عراقاً ملكياً، أو عراقاً علمانياً... وأنا أحترم وأقدر جميع هذه المقترحات والأفكار، ولكن ألا يتفق معي الجميع، وبالتحديد الجهات السياسية العراقية، بأن هذا الأمر لا يجب أن نناقشه في هذا الوقت الحرج وفي مثل هذه الظروف الصعبة؟
إننا دولة محتلة وسيادتنا مفقودة ولدينا كم هائل من المشكلات وما يتعلق بالأمور الحياتية للمواطن العراقي التي يجب أن نجد لها حلاً مناسباً وسريعاً، وبعد ذلك نقرر مصير وطننا.. فكيف سنحدد مصيرنا ونحن دولة محتلة؟! كيف تعترف بنا الدول والمنظمات الدولية ونحن تحت دولة الاحتلال؟!
إذا كنا نسعى لخير وطننا وشعبنا علينا طرد المحتل وبعد ذلك نقرر بأنفسنا كيف سيكون العراق المستقبلي· هل هناك دولة تأسست واكتمل بناؤها وهي دولة محتلة؟ كيف سنقرر مصيرنا ويترأس دولتنا حاكم مدني معين، عمله هو أن يحكمنا كالعبيد·
علينا أن نقرر أولاً خروج الاحتلال، وبعد ذلك مصير العراق مع أبناء شعبه، ويكفينا ما لقيناه من النظام العراقي السابق لنلقى الآن عدواً جديداً هو الاحتلال·
الشاعر العراقي حسين علي غالب - لندن