التأييد الكبير الذي منحه الكنيست الإسرائيلى لخطط الإرهابي ارييل شارون للفصل الأحادي والمزمع البدء بتطبيقه في يونيو المقبل، يمثل دليلاً جديدا لا جدال فيه على مدى اتفاق كافة فئات وتيارات الكيان الصهيوني على ضرورة تحقيق الاستفادة القصوى الممكنة من الفوضى التي تعيشها المنطقة في ظل النظام العالمي الجديد أحادي القوة، وما يفرضه من سياسات تعمل لخدمة أهداف قوى الاحتلال والظلم والعدوان·
ويرسخ هذا التأييد ذلك الإجماع الصهيوني الذي يلتف حول هدف فرض تسوية جبرية على العرب وفق رؤى وأفكار اليمين الاستيطاني المتطرف الذي أصبح يمثل التيارالعريض الأكثر نفوذا وتغلغلا في مجتمع الكيان، دون تقديم ما يسميه هؤلاء الإرهابيون (أي تنازلات) بدعوى ضرورة استغلال ضعف العرب وتشرذمهم، وصمت المجتمع الدولي الذي يمثل انحيازا مفضوحا لحملة العدوان والإرهاب الإسرائيلي المتماهية بنجاح مشبوه في الحرب المحمومة ضد الإرهاب؟!
ما أعلنه حمامة السلام سفاح قانا الخاسر دائما شيمون بيريز أمس الأول بأن شارون لم يترك فرصة لرئيسي الوزراء الفلسطينيين،السابق محمود عباس والحالي أحمد قريع، لايجب النظر إليه باعتباره خلافا في الرؤى والتصورات بين ما يسمى اليمين واليسار في إسرائيل، بقدر ما يمثل محاولة لتوصيل رسالة خبيثة على الطريقة (البيريزية) بأن الفلسطينيين عليهم استحقاقات لم تنفذ، وانه يجب إعطاؤهم الفرصة لتنفيذها·
العالم يعرف أن الفلسطينيين نفذوا ما طلب منهم من إصلاحات، والتزموا بهدنة استمرت أكثر من خمسين يوما لم تتوقف آلة العدوان الإسرائيلي النازي لحظة واحدة خلالها، وها هي فصائل المقاومة على اختلاف مشاربها تتفق على إمكانية إقرار هدنة جديدة يلتزم بها الطرفان بضمانات محددة لوقف العدوان·· ولكن إسرائيل التي تتبجح علانية انها تريد سلاما بلا أي ثمن، تريد القضاء على أي مظهر من مظاهر المقاومة الفلسطينية والعربية لكي يتاح لها تحقيق ماتريد بهدوء ودون أي إزعاج·
فإلى متى يستمر العجز العربي والصمت الدولي المخزي إزاء التعنت الإسرائيلي المدعوم أميركيا؟ وهل من بادرة أمل في إمكانية قيام تحرك عربي ودولي فاعل للتصدي لهذا العدوان وإحباط مخططاته؟