تحت عنوان (عراق بلا هوية) نشرت (وجهات نظر) يوم الأحد الماضي مقالاً للدكتور طارق سيف· وقد أثارني هذا المقال من عدة نواحٍ:
أولاً: تذكرت الخطة الإسرائيلية الصهيونية التي طرحها في الثمانينيات من القرن الماضي (أودينون كابليك) الكاتب الإسرائيلي والدبلوماسي السابق، حول تقسيم الوطن العربي إلى دويلات يفتقد كل منها هويته العربية ويحتمي بعنصريته العرقية أو هويته الدينية، لأنه اعتبرها الحل الأمثل للمشكلة الإسرائيلية المتمثلة في عدم وجود عمق تاريخي للكيان الصهيوني في مواجهة التاريخ الحضاري العربي المشرف، ولذلك فإن دعوة بعض العراقيين اليوم إلى الانفصال إنما تعني في الحقيقة تنفيذ جزء من الخطة الصهيونية في إحدى الدول العربية ولكن بأيدٍ عربية·
ثانياً: إن الهوية العراقية راسخة عبر التاريخ، ولذلك فإن إذكاء النعرات الطائفية والعرقية، يعتبر دخيلاً على المجتمع العراقي العريق، الذي أشار إليه الدكتور طارق سيف في مقاله، ولا استبعد أن يكون وراء ذلك عمل خارجي يدفع في اتجاه التقسيم، وهنا يجب أن نتذكر ما جاء في البروتوكول العاشر من كتاب حكماء صهيون، الذي يشير إلى ضرورة تشجيع التقسيم العرقي والطائفي والمذهبي في داخل الدول العربية لإضعافها وتفتيتها·
ثالثاً: ينتابني شعور أكيد بأن نظام صدام حسين قد استطاع أن يؤثر في درجة وطنية وانتماء وولاء الشعب العراقي لدولته، وأنه نجح إلى حد بعيد في بث روح الفرقة بينهم، ليس على مستوى العرقيات والانتماءات الدينية فحسب، بل في داخل نواة المجتمع وأعني بها الأسرة العراقية ذاتها، التي استطاع نظام صدام وزبانيته أن يبثوا داخلها روح الريبة، ويفرقوا بين أركانها·
ولكن رغم هذا فإنني أضم صوتي إلى صفارة الإنذار التي أعلنها الدكتور طارق سيف في مقاله الموضوعي، وإلى الضوء الأحمر الذي أشرت إليه حول مستقبل العراق إذا أصر المغتصبون الجدد على توجهاتهم· يا أهل العراق الطريق أمامكم واضح إما التمسك بهويتكم والالتفاف حولها، أو أن يصبح البديل هو الضياع·
سعد إبراهيم الحاج - لبناني مقيم في دبي