قرأت في إحدى الصحف أن عدد المرضى المصابين بمرض الايدز، في العالم يتجاوز الأربعين مليوناً، وطبعاً هذه نسبة كبيرة بائسة إذ يتزايد عدد المرضى في الدول الفقيرة ولا توجد أية رعاية أو اهتمام بهؤلاء البؤساء بل توجد ضدهم مشاعر كراهية وبغض وحتى أن المستشفيات لا تقبل علاجهم··· هل نتركهم فريسة حتى يكون الموت أحن عليهم منا؟
إن الرقم الذي أعلن عنه يخفي الكثير من الحقيقة حيث إن مرضى كثيرين لا يبلغون عن حالتهم ولكن المشكلة أنه لا يوجد علاج ناجع حتى الآن لمرض الايدز وأن كل و سائل العلاج ما هي إلا مسكن للآلام. لكن المصيبة تكمن في تكاليف العلاج حيث يحتاج مريض الايدز إلى ألف دولار شهرياً للعلاج·· إن ألف دولار في الدول الفقيرة تكفي معيشة خمس إلى عشر عائلات·· فكيف يتسنى لمريض الايدز علاج نفسه·· وخصوصاً أن الدول لا تتعاطف مع مثل هؤلاء المرضى·
لا أدري لماذا يجري الرعب في نفوس الناس المحيطين بمريض الايدز، وقد يكون هذا المريض ضحية نقل دم، وخلافاً لما هو شائع فإن الانسان غير المصاب بالايدز أخطر على مريض الايدز، فمريض الايدز يعاني من نقص في المناعة أي يمكن أن تصيبه أية أمراض معدية من شخص آخر بسهولة لأن جهاز مناعته قد فقد قوة الصد والدفاع·
وهناك خبر سار لمرضى الايدز أن بعض الدول الرحيمة وشركات الأدوية التي لم تفقد ضمائرها بعد طورت علاجاً بديلاً للعلاج المكلف إلى علاج يكلف 60 دولارا شهرياً·· فالفرق كبير·· وحتى الستون دولارا كثيرة على البعض إذا كان مرتبه في بعض الدول لا يتجاوز الخمسين دولاراً· ولكن على الأقل الدول تستطيع أن تساهم في علاج هؤلاء البؤساء في الأرض·
ولكن هناك خوفا من شركات الأدوية العملاقة التي تستنزف أربعين مليار دولار شهرياً من هؤلاء المرضى وهذه الشركات لا تريد أن تخسر هذا المحيط المفتوح المملوء بالمليارات وستحاول طبعاً إفساد هذا المشروع الخير المتمثل في دواء رخيص لهذا المرض الفتاك·
د. مراد راغب حنا - أبوظبي