قد اتفق مع الأستاذ خليل علي حيدر في ما أورده بمقالته المنشورة في صفحات (وجهات نظر) يوم 5/1/2004 بعنوان (قائد لا يستحق حتى الاحتقار) عندما أشار إلى أن سقوط صدام حسين في قبضة التحالف قد شكل ضربة ثانية للنظام العراقي السابق، وأن طريقة استسلامه كان فيها نوع من الغرابة التي أدهشت الجميع العدو قبل الصديق· لكن على رغم كل الجرائم التي قام بها صدام ضد شعبه، وعلى رغم التجاوزات التي ارتكبها في حق الكويت أثناء احتلاله لها، إلا أن ذلك لا يعني إسقاط كل شيء على كاهل صدام حسين وتحميله مسؤولية المأساة التي مر ويمر بها العراق· وهنا أود أن أطرح السؤال: هل يجوز لنا أن نحمل صدام حسين وحده كامل المسؤولية عما جرى؟ وماذا عن بقية أفراد قيادته التي لم يذكرها أحد أو بالأحرى لم يذمها أحد في أي محفل من المحافل؟ وماذا عن أولئك الذين سلموا نعمة العراق للعدو مقابل حفنة من الأموال أو مقابل لجوء سياسي في الولايات المتحدة أو أوروبا؟ ألا يحق لنا أن نقدمهم للمحاسبة أم أنهم سيخرجون من الدائرة هكذا بدون لفتة نظر؟
غسان خروب - فلسطين