هل الولايات المتحدة جادة في مسألة نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط؟ أعتقد أن الإجابة لا. فتركيز واشنطن على مسألة الديمقراطية وحقوق الإنسان ليس بجديد وخصوصاً أن الولايات المتحدة تحدثت كثيراً وأطلقت شعارات عدة إبان الحرب الباردة للترويج لسياستها التي تهدف في الظاهر إلى نشر الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان، لكن لم يعد ينطلي على أحد الآن أن الولايات المتحدة استخدمت ولا تزال تستخدم هذه السياسة قناعاً لأهدافها المتمثلة في الهيمنة والسيطرة والتدخل في سياسات الدول الداخلية.
التجربة العراقية خير دليل على هشاشة الشعارات الأميركية التي تروج من خلالها للديمقراطية، ذلك أن صدام حسين في الثمانينيات الذي حارب إيران وحظي بدعم عسكري أميركي في حرب بالوكالة ضد دولة إسلامية كبرى، لا يختلف كثيراً عن صدام حسين في التسعينيات الذي غزا الكويت ودخل في مواجهة سياسية وعسكرية ضد الولايات المتحدة. لم يكن صدام حسين ديمقراطياً ولا مدافعاً عن حقوق الإنسان في الثمانينيات فلماذا لم يتعرض لضغوط سياسية وعسكرية أميركية وقتها؟ الإجابة تكمن في أن الرئيس العراقي المخلوع كان يخدم بحروبه وسياساته المصالح الأميركية.
لكن عندما تجاوز صدام حسين الخطوط الحمراء وضع نفسه وشعبه وثروات بلاده تحت المقصلة الأميركية ليس لسياساته المنافية للديمقراطية بل بسبب سياساته التي تلحق الضرر بالمصالح الأميركية، وقس على ذلك في سياسات واشنطن تجاه معظم دول الشرق الأوسط.
عمر زكي - أبوظبي