Information Technology and International Development


لماذا تفوقت الصين على الهند في مجال الانترنت؟


قضـــــــــــايا تقنيـة المعلومـــــات والاتصــــــــــــــالات هي مــــــــحـور اهتمــــــــــام دوريـة  Information Technology and International Development التي صدر عددها الأول خريف العام الماضي. وتحت عناوين متنوعة سلط العدد الأخير من الدورية الضوء على مسائل متنوعة في التنمية ونظم المعلومات من أهمها: (التعاون والتنسيق في عمليات التدخل الدولي: استخدام المعلومات وتقنيات الاتصال في كوسوفو) حيث لفتت (آن هولان) الانتباه إلى أنه من الصعب على مؤسسة أو منظمة واحدة فقط القيام بالمهام المتنوعة التي تتطلبها عمليات التدخل الدولي سيما وأنها تتضمن مسائل عدة أهمها: حفظ السلام والتحول الديمقراطي وبناء المؤسسات. ففي كوسوفو شاركت عدة جهات في انشاء ما يمكن تسميته (منظمة شبكية مؤقتة) من خلالها يمكن تبادل المعلومات بين هذه الجهات التي تضم بعثة الأمم المتحدة ومجموعة من المؤسسات غير الحكومية ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي وقوات الشرطة الدولية وقوات (KFOR). ومن الواضح أن نمط التعاون المعلوماتي في عملية حفظ السلام في كوسوفو أثبت أنه بالإمكان استخدام تقنيات المعلومات والاتصال في تحقيق الانسجام بين المؤسسات المشاركة في هذه العملية الناجحة وتجاوز التباينات الثقافية والبنيوية بينها. وتحت عنوان (الإنترنت في الهند والصين) كتب ( لاري بريس) و(ويليام فوستر) و(بيتر وولكوت) و(ويليام ماكهنري) تقريراً قارنوا خلاله بين الهند والصين في مجال استخدام شبكة المعلومات الدولية (الانترنت). التقرير جاء ليؤكد النتائج التي توصلت إليها دراسات سابقة عن استخدام البلدين للإنترنت والتي ثبت خلالها تفوق الصين على الهند في هذا المجال. وحسب التقرير ثمة عوامل تضمن تفوق الصين على الهند في استخدام (الانترنت)، منها، أولاً: أنه على رغم أن الجامعات الهندية سبقت نظيرتها الصينية في مجال تدريس الانترنت، فإن الصين سبقت الهند في وضع الانترنت كواحدة من أهم أولوياتها وتعاملت بجدية واضحة في هذه المسألة. ثانياً: الاصلاحات الاقتصادية التي أجرتها الصين في عقد الثمانينيات وفرت رؤوس الأموال وكذا الانفتاح اللازمين للاستثمار في شبكة الانترنت. ثالثاً: استفادت الصين من قرارها المتعلق بالاستثمار في الاتصالات وصناعة تقنية المعلومات حيث أصبحت هذه الاستثمارات رافداً رئيسياً للموارد البشرية وكذا التقنيات التي تحتاجها عملية الاستثمار في شبكة الانترنت. رابعاً: تستطيع الصين خلق أجواء من المنافسة بين الشركات المملوكة للدولة دون الحاجة إلى تغيير القوانين او انتظار تمويل من القطاع الخاص ما أدى إلى سرعة انتشار الانترنت في أكبر بلدان العالم سكاناً.


                                              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(أقلام): النخبة المغاربية


 في العدد الأخير من مجلة (أقلام)، وهي مجلة فكرية سياسية تعنى بشؤون المغرب الكبير، نطالع عدة دراسات قيمة، منها دراسة بعنوان (في الحاجة إلى المصالحات الثقافية والسياسية الشاملة)، يقول كاتبها الدكتور رفيق عبد السلام إن العالم العربي يعج بضروب الصراعات السياسية والاجتماعية والفكرية المختلفة، لكن أخطرها على الإطلاق ظاهرتا التصادم السياسي بين الدولة والمجتمع، والانقسام الحاد بين التيارات الفكرية والسياسية. ويرى الباحث أن ذلك حدث بفعل التداعيات التي أدخلتها ظاهرتان أساسيتان أولاهما تصدع أساسيات الشرعية العامة التي كانت تشد النسيج السياسي والاجتماعي، وذلك بفعل الاجتياح الامبريالي الغربي، وثانيتهما ظهور معطى دولة الانقسام (الحديثة) وما رافق ذلك من انفصال وتباعد يصل حد التصادم العنيف بين هذه الدولة وعموم الجسم السياسي والاجتماعي. وبذلك يؤكد الكاتب على أوليتين في الحياة العربية المعاصرة: الانقسام الثقافي والاستبداد السياسي، وقد ورثتهما دولة الاستقلال وتمادت في تعميقهما على نحو غير مسبوق. وفي دراسة حول (النخبة المغاربية والتغيير)، يقول كاتبها عبد العزيز التميمي إن هذه النخبة تواجه منعرجا كبيرا وخطيرا للغاية، مما يدعوها إلى وضع البرامج السياسية والوسائل العلمية لتحقيق التغيير المنشود نحو الأفضل، لذلك يقترح على الأحزاب المغاربية اليوم أن تسارع إلى ترميم بيوتها وإصلاح هيكلها وإعادة النظر في طريقة اشتغالها، في محاولة لردم الهوة التي أصبحت تتعمق يوما بعد يوم بينها وبين المواطنين. وي