بعد أن قام الإعلام الأميركي باختزال الوضع الراهن في العراق في مشهد القبض على صدام حسين، وبعد أن تبارت الأقلام الأميركية في طرح سيناريوهات وتنبؤات لسير المحاكمة التي يتعين على صدام حسين المثول أمامها، صمت المسؤولون الأميركيون فجأة ولم يتحدثوا عن مصير الرئيس العراقي المخلوع. ويبدو أن مصير الرئيس العراقي المخلوع بات في يد الاستخبارات المركزية الأميركية ولا أحد يعرف ما هي الطريقة التي سيتم بها استجواب صدام، ونوعية المعلومات التي سيجتهد المحققون الأميركيون في انتزاعها من الرئيس العراقي السابق.
وثمة اختلاف حول الطريقة التي سيحاكم بها صدام· العراقيون يأملون في محاكمته أمام محكمة مدنية عراقية، فيما يفضل الأميركيون ومعهم بعض خبراء القانون الدولي محاكمته أمام محكمة تتكون من قضاة عراقيين ودوليين. وبغض النظر عن المصير الذي ينتظر صدام حسين، فإن الأمر لم يعد في نظر كثيرين سوى مجرد مشهد متوقع في مسرحية هزلية فطن المشاهدون للنهاية المأساوية لفصولها. العراقيون الآن غير مكترثين بما إذا كان صدام سيُسجن مدى الحياة أو يعدم فالكارثة وقعت وبلادهم احتلت ومواردهم نهبت وخسائرهم المادية والمعنوية من الصعب تعويضها.
وعلى رغم مصير صدام الذي يعتريه كثير من الغموض، فإن بعض الأميركيين يطالبون بمحاكمة عادلة لهذا الطاغية ويطالبون باستغلال الوقت في جمع الأدلة المادية على جرائمه حتى يتأكد للجميع أن عمر الطغاة قصير.
أسامة محمد - أبوظبي