مع الانتخابات الجديدة لجمعية الصحفيين تعالت أصوات الحرب المضادة للمجلس القديم ولم يطرح مع كل رسائل الرفض واتهامات التقصير أي نقد يبني لجمعية معافاة -إن اعتبرنا أن الجمعية ومجلسها مرضى- فهذا الهجوم الشرس لا يمكن تفسيره إلا ليصب في صالح منتخبين جدد يريدون إزاحة البعض ليكونوا ضمن قوائم الترشيح القادمة·
ليس في الأمر نقيصة فمن حق الصحفي أن يرشح نفسه متى شاء لكن السؤال هو لِمِ المساس والقذف بالآخر وما زال عملك غير واضح ولم تبدأ بتجربة نجاحه أو فشله!!
ولأن البعيد له نظرة أكثر اتساعاً فالوضع الحالي من مناوشات غير مستحبة سبعيني أن هناك أشكالا من الأسلحة غير النظيفة وهو ما تحتاجه مثل هذه المؤسسات التطوعية الحضارية والتي كان وجودها مطلباً ملحاً لتشكيل قاعدة صحفية تحترم المهنة والقائمين عليها·
فتصفية الحسابات الشخصية لا يجب أن تتم ضمن إطار الجمعية أو غيرها، لأن مثل هذه التصفيات ستؤثر سلباً على مسار الجمعية التي ما زالت تتلمس طريقها نحو العمل الفاعل والمؤثر في المجتمع، فأربع سنوات -هي عمر الجمعية- لا تعني أن عملها يجب أن ينتقد بهذا الشكل المشهر والجارح، فما زالت تجربتها غضة وغير متبلورة وتحتاج الى مزيد من الوقت لشحذ تصوراتها وتطبيقها فعلياً على أرض الواقع·
الجميع تعامل مع المجلس السابق بسلبية فائقة الوصف، فليس من حق أحد اليوم أن يعتبر نفسه المقوّم والمصحح للسلبيات أو ما لم ينجزه المجلس·
والفكرة الأصيلة اليوم هي مدى نجاح المجلس القادم في تحقيق ما لم يفعله المجلس الأول، فالكفاءة الخالية من العيوب ليست من طباع البشر وبالتالي على الذين يكيلون التهم أن يحتاطوا اليوم فإذا تم ترشيحهم فهذا يعني أنهم مساءلون عن برنامجهم الانتخابي وما يمكن أن يحقق في السنتين المقبلتين·
وكان من الأجدى لو استثمرت هذه الاتهامات والمناوشات المعلنة والخفية في وضع خطة عمل مستقبلية لها خصوصيتها والتصاقها بالصحفي والعمل الصحفي·
وليس من الانصاف إجحاف المجلس السابق ولا يجب أن أسوغ مبررات الحرب ضد مجلس لأرشح في المقابل المجلس المنتخب·
فالاحترام للمجلس السابق بكل أعضائه يتطلب موضوعية في طرح الاعتراض والنقد، حتى يتسنى للمجلس الجديد الحصول على التقدير والاحترام ذاته وهو أمر ملح ومهم في طرح مصداقية المجلس الجديد ومدى نجاح خطته المستقبلية التي يفترض أنها تستهدف معالجة نواقص ما سبق·
وأزعم ان التجربة بكاملها تستحق التقدير لأنها في النهاية هو عمل تطوعي محض، وكل عمل تطوعي جدير بالتقدير، والتشجيع لأنه اقتطاع من وقت وجهد العضو الذي أدرك أهمية مثل هذه الجمعيات ذات النفع العام·
وأزعم أن ترشيحات المنتخبين تستدعي صدق العطاء، والأحقية للذي ساهم بشكل فاعل في تشكيل الوعي الاجتماعي للعديد من القضايا والهموم المجتمعية العامة·
الانتخابات التي ستدور رحاها اليوم، نتمنى لها التوفيق والسداد وأن يتولى المهام الشاقة من يصلح وليس من له أكثر قدرة على التهكم والنقد الجارح غير القادر على البناء الإيجابي·
كل التمنيات بنجاح الأفضل·