أثار عدد من الكتاب موضوع كيف يعالج اختلال التركيبة السكانية· وهذا الاختلال مصدر قلق لكل الجهات الرسمية حيث إنه نوقش على أعلى المستويات واتخذت خطوات للتقليل من حجم الخلل· وعلى رغم كل هذه الجهود المبذولة لم يظهر تأثير ملموس لأن الموضوع كبير ومعقد ويحتاج إلى صبر وتخطيط حتى يتمكن الوطن من الاعتماد على أكتاف بنيه· وإذا أخذنا بعين الاعتبار طموحات الوطن في النمو والتطور بوتيرة متسارعة أدركنا أن الفجوة تزداد اتساعاً·
إن حركة التوسع والبناء تحتاج إلى كوادر غير ماهرة وشبه ماهرة وذات مهارة كبيرة ومعرفة عميقة وبأعداد كبيرة ويحتاج إليها القطاع الخاص الذي ينمو ويتوسع وتكبر طموحاته· وكلما ازدادت المصانع لبناء قاعدة صناعية منتجة قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية كلما طلبنا واحتجنا إلى المزيد من هذه الكوادر حتى تكون الصناعات مجدية بل ومربحة·
معالجة هذا الموضوع معقدة وصعبة لسببين رئيسيين أولهما: أن معظم الفئات الدنيا التي تعمل في وظائف لا تحتاج إلى مهارات رواتبها بسيطة ومن الصعب أن يقبل بها العامل العربي الماهر لأنه يتقاضى أجراً عالياً في وطنه· أما السبب الثاني فيكمن في رفض المواطن لهذه الوظائف ما يمنع انضمامه إلى القطاع الخاص الذي أبدى رغبة وتشجيعاً لاستقطاب المواطنين الذين يعيشون في مستوى معيشي مرتفع لا يمكن أن يقبله القطاع الخاص لأن التكلفة سترتفع وسيخسر·
ومن الضروري تكثيف الجهود من أجل الإعداد لتأهيل المواطن للوظائف الفنية الصغيرة بشكل جاد.
منصف أبوبكر - أبوظبي