سبقت دولة الإمارات العربية المتحدة الكثير من الدول في إنشاء جمعيات النفع العام المنتخبة التي تخدم المواطنين في قطاعات العمل والمهن المختلفة، ويوجد في الدولة أكثر من 05 جمعية نفع عام تمارس نشاطها بحرية تامة بل وتحظى بدعم مادي ومعنوي من الدولة بهدف تعميق الممارسات الديموقراطية والسهر على راحة المواطنين وتلبية طموحاتهم·
وجمعية الصحافيين تعتبر الأحدث بين هذه الجمعيات والتي تأسست عام 0002 وخطت خطواتها الأولى بدعم مباشر من الدولة وقيادات العمل الإعلامي التي تؤمن بحرية الكلمة والقلم الحر الشريف الذي ينقل الحقيقة ويقوم بدور تنويري وتنموي·
وليس غريبا أن تشهد انتخابات الجمعية اهتماما من الجانبين الرسمي والإعلامي المحلي والعربي فهي تمثل العاملين في بلاط صاحبة الجلالة السلطة الرابعة'' وتعبر عن شريحة مهمة في المجتمع تعتبر الطليعة المثقفة من حملة أمانة الكلمة الحرة والشريفة، وهي أيضا التي تتلقى الصدمة الأولى وتضحي في سبيل إيصال الحقيقة·اللافت أن انتخابات الجمعية التي بدأت خطواتها الأولى بمجلس تأسيسي عام 0002 ثم انتخاب المجلس الأول في نوفمبر 1002 الذي انتهت فترته أمس ليفسح المجال للمجلس المنتخب الثاني تتسم بالشفافية والوضوح بعيدا عن الكواليس والصفقات السرية والنتائج غيرالمتوقعة والمفاجآت غير السارة استنادا إلى مبدأ العمل تحت الشمس وبوضوح لينتخب المجلس الذي يستحق أن يدير دفة الجمعية في السنتين المقبلتين استنادا إلى صناديق الاقتراع، وليس إلى ايماءات رسمية·
إن هذا المنهج الواضح والمباشر ليس غريبا على مجتمع الإمارات والمدرسة التي أسسها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله ورعاه) حيث يشكل مجلسه العامر برلمانا مفتوحا للتواصل مع المواطنين، والاستماع إلى آرائهم وتلبية احتياجاتهم مؤسسا سموه (حفظه الله) بذلك نهجا رائدا في العمل الديموقراطي المباشر، ودعم مبدأ الشورى وإبداء الرأي بشجاعة وصراحة·
إن برامج المرشحين (المتنافسين) على تولي دفة الجمعية لا شك أنها واعدة وتعبرعن طموحات العاملين في بلاط صاحبة الجلالة، ونأمل في أن يواصل المجلس المنتخب الجديد العمل على تحقيق ما جاء في برامج العمل وألا تكون هذه (دعاية انتخابية) فقط··· ويعمل على ترسيخ الحقوق الصحافية وتوفير المناخ المناسب والجاذب للصحافيين المواطنين، لا سيما وأن الدولة تدعم هذا الاتجاه· وقد أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الإعلام والثقافة الذي يحرص على مشاركة الصحافيين في مناسباتهم وهمومهم، على هامش الحرية داعيا الصحافيين إلى استغلال هذا الهامش· وبالنسبة لقانون المطبوعات والنشر أكد سموه على أن هذه قضية الصحافيين، وعليهم أن يعملوا بجد على تغيير هذا القانون بما يكفل مزيدا من الحماية والحرية للعمل الصحافي·
ولا ننسى أن نقول للمجلس المنتخب الأول: (يعطيكم العافية ما قصرتم) انتزعتم الكثير من الوعود التي نريد من المجلس الجديد أن يحولها إلى واقع معاش·