انتقاد (ميزانية الصراع) ومناقشة بقاء إسرائيل بعد ثلاثة عقود على إقامتها


  لعل أهم ما ورد في الصحافة الإسرائيلية هذا الأسبوع الحديث عن ميزانية الدولة العبرية، ومعارضة عدد كبير من الكتاب اليهود تخصيص جزء كبير منها لصالح العمليات التي يشنها الجيش ضد الفلسطينيين· كما يبرز تعليق ملفت في (هآرتس) على مسألة بقاء إسرائيل على رغم التخبط الواضح في سياساتها...


ميزانية في مهب الريح


  التقرير الذي نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت) منتصف الأسبوع الحالي حول الميزانية الكبيرة التي تصرفها إسرائيل على الصراع المستعر مع الفلسطينيين، لقي صداه لدى الأقلام الإسرائيلية بصورة ملفتة· التقرير حمل عنوان (التقديرات السنوية) وهو يتحدث، لأول مرة، عن مخاطر تهدد الاقتصاد الإسرائيلي، وأن الدولة العبرية تستثمر ميزانيات باهظة في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، الذي سيطر على غالبية مجالات الحياة، بدلاً من توجيه هذه الأموال لحل المشكلة الحقيقية وهي، (التهديد الاجتماعي - الاقتصادي)·
   الصحيفة تقول إن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي قدم توصيات عديدة في التقرير، منها: تخصيص ميزانيات إضافية للوسط العربي في إسرائيل (داخل الخط الأخضر)، ودفع الإصلاحات في الجهاز التربوي، والمبادرة إلى فرض الخدمة الوطنية على كل قطاعات المجتمع بما في ذلك العربي واليهودي المتدين· ينبغي - تقول الصحيفة - تحسين نجاعة المحاكم الإسرائيلية وإضافة ميزانيات أكبر للشرطة·
  وفي المجال السياسي للميزانية، تؤكد (يديعوت أحرونوت) أن الصراع مع السلطة الفلسطينية لن ينتهي قريبًا، لذا يتعين الخروج بمبادرة سياسية وبناء الجدار الفاصل، على أن يشكل حاجزًا ديمغرافيًا يحدد الحدود النهائية لدولة إسرائيل على أسس ديمغرافية وأمنية·


إسرائيل تفقد ضرورة وجودها


  الكاتب الإسرائيلي (تسفي برئيل) ركز في مقال نشرته (هآرتس) على مسألة بقاء الدولة العبرية  بعد ثلاثة عقود من إنشائها·· وقال:
(يبدو ان الدولة قد فقدت ضرورة وجودها تقريبا ولم تعد لها حاجة)· هذه عبارة تصيب كبد المقال، أما أهم ما ورد فيه فهو قول الكاتب: الأدهى من ذلك أنها هي التي تضع الدولة الحلم في عمق الأخطار·
   استكمالاً للموضوع تعلق (هآرتس) على ما نشره بروفيسور يهودي اسمه (شلومو كنيئا) في عدد مجلة (نكوداه) الأخير الناطقة بلسان مجلس المستوطنات، حيث يقترح النظرية التالية: (العنصر المركزي في تقليص تضامني مع الدولة ينبع من انخفاض الثقة في المؤسسات المختلفة فيها من جيش وشرطة و(شاباك) ومحكمة عدل عليا)·
  ويضيف الكاتب: (الشكوك تتغلغل في نفسي بشأن أن الدولة هي أمر مقدس وأننا في عهد بداية الخلاص· ربما اخطأت·· الدولة التي لا تقوم بواجباتها تجاه مواطنيها ليست بداية الخلاص· اخلاء المستوطنين سيكون جزءا حاسما في اطار عملية طويلة من فقدان الشراكة، ولذلك تقوم الدولة التي تقرر إعطاء أراض وسلاح للفلسطينيين بنوع من الخيانة القومية التي تماثل القرار بتفكيك الديمقراطية أو حرماني من حقي في الصلاة.. الدولة التي لا تدافع عنك أخلاقيا وتفرط بك سيصعب عليك الخدمة في جيشها والانصياع لقوانينها)·


معاقبة (الرافضين)


   بعد قرارها القاضي بفرض عقوبة السجن الفعلي لمدة عام، على خمسة من رافضي الخدمة العسكرية، اعتبرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) أن المحكمة العسكرية الإسرائيلية حققت، أمس الأول، العدالة المطلوبة·  الصحيفة تقول إنه لا يمكن للجهاز العسكري تحمل ظاهرة رفض الخدمة العسكرية ويتحتم عليه معاقبة عناصرها بشكل مناسب·
  وتعلق الصحيفة على موضوع رفض الخدمة العسكرية، فترى أن مسألة قمع عناصر (الرفض) المتزايد في شتى الوحدات العسكرية في الجيش الاحتياطي، ساعدت على دفع هؤلاء الشبان الثمن الغالي·  وفي  الوقت نفسه  تشدد الصحيفة على ضرورة تذويب خطواتهم الاحتجاجية بالقول: صحيح أن إقصاء الرافضين عن الطيران، أو عن عمليات وحدة هيئة الأركان العامة الخاصة، يعتبر خطوة غير لطيفة، لكن ذلك لا يعني بتاتاً تبرير عملية الرفض ذاتها·


تقارب مع العالم المسلم


  تحت عنوان (الارهاب لن يسمعنا) كتب أهارون أمير في (يديعوت أحرونوت) معلقاً على ما يجري في العالم الإسلامي اليوم من أحداث قد تكون رسالة إلى شعب إسرائيل مفادها أن العالم المسلم يقترب منهم نوعاً ما···
  الكاتب يقرأ في زيارة الرئيس الاندونيسي السابق عبدالرحمن وحيد لإسرائيل، واجتماعه مع وفد ديني في القدس، تقارباً يشجع على التفاؤل في المستقبل· فالرئيس الأندونيسي وجد من الصواب أن يحذر