تساؤل أطرحه على نفسي أولاً وعلى كل المسؤولين عن صنع القرار في منطقتنا العربية. هذا التساؤل يمكن توجيهه عند الاستفسار عن مكانة العرب اقتصاديا وسياسياً وتقنياً وعسكرياً وحتى فنياً وأدبياً. أثارني خلال الأيام الأخيرة التسابق الأوروبي-الأميركي على إنزال جهاز أو بالأحرى مركبة على سطح المريخ لسبر أغوار هذا الكوكب الأحمر. الأميركيان انتصروا وأحرزوا نجاحاً عندما أنزلوا مسبارهم الفضائي (سبريت) على المريخ مؤكدين تفوقهم على أوروبا في مجال استكشاف الفضاء.
ومن الواضح أن العرب لا يزالوا غائبين أو مغيبين عن ساحة التنافس التقني أصلاً فما بالك بمجال استكشاف الفضاء، فلم نشهد صناعات عربية متطورة في هذا المجال وذلك على رغم وجود كوادر بشرية عربية مؤهلة لتحقيق سبق في هذا المجال الاستراتيجي. لكن من الواضح أن العرب أصبحوا مجرد مستهلكين لتقنيات الغرب لا منتجين لتقنيات تنتشلهم من هاوية التخلف عن الركب العالمي.
إسرائيل أطلقت منذ بضعة أيام قمراً اصطناعياً جديداً قد يكون مخصصاً للتجسس على بعض البلدان العربية، لذا بات واضحاً أن العرب مضطرون لاقتحام مجال الفضاء بقوة حتى لا تتسع الهوة التقنية بينهم وبين إسرائيل.
محمود علي - أبوظبي