2004 سنة اختبار الديمقراطية في آسيا... وبوادر انفراج في أزمة كوريا الشمالية


العام الجديد مكتظ بالاستفتاءات والانتخابات الرئاسية والبرلمانية في كثير من البلدان الآسيوية. وبعد انتهاء الحرب الباردة ثمة دعوة لإرساء نظام عالمي جديد. والقمة الثانية عشرة لرابطة دول جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (سارك)، التي استضافتها إسلام أباد، دشنت مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي بين دول الرابطة. وبوادر انفراج في أزمة كوريا الشمالية بعد قبول (بيونج يانج) زيارة ثلاثة وفود أميركية لمنشآتها النووية. هكذا تنوعت جولتنا الأسبوعية في الصحافة الدولية.


تحديات آسيوية


(عام اختبار الديمقراطية الآسيوية)، هكذا عنونت (جابان تايمز) اليابانية افتتاحية اليوم الأول من عام 2004 مشيرة إلى أن هذا العام مكتظ بالانتخابات التي ستشكل تحدياً للشعوب والأنظمة السياسية في القارة الآسيوية. ففي مارس المقبل ستجرى الانتخابات الرئاسية في جزيرة تايوان ما يضع رئيسها (شين شوي بيان) في موقف صعب، فقد وصل (بيان) إلى السلطة عام 2000 بسبب الانقسامات والخلافات التي تعرض لها الحزب الذي كان يحكم الجزيرة سابقاً، لكن الوضع يختلف الآن حيث نظمت المعارضة التايوانية صفوفها. وستشهد كوريا الجنوبية انتخابات برلمانية في الربع الأول من 2004، كما أن الرئيس الكوري الجنوبي (رومو هيان) وعد بإجراء استفتاء على رئاسته للبلاد في حال ثبتت مزاعم انتشار الفساد في كوريا الجنوبية.
أما في الهند، فمن المحتمل أن يطالب حزب (بهاراتيا جناتا) الحاكم  بإجراء انتخابات في أبريل المقبل للاستفادة من النجاحات التي أحرزها في  الانتخابات المحلية التي أجريت خلال الآونة الأخيرة. وفي إندونيسيا ثمة انتخابات برلمانية في أبريل المقبل وجولة أولى من الانتخابات الرئاسية في يوليو 2004·


نظام عالمي جديد


(في مطلع القرن الحادي والعشرين ثمة تساؤل يطرح نفسه مؤداه: هل سنغرق في الفوضى أم سنكون قادرين على تدشين نظام عالمي جديد)؟ رئيس مجلس الشيوخ في بولندا (لونجين باستوسياك) أجاب على هذا التساؤل في (انترناشونال هيرالد تريبيون) معبراً عن استيائه من انهماك القادة المعاصرين في حل النزاعات والتوترات القائمة حالياً بينما يتجاهلون مسألة أهم وهي تدشين نظام عالمي جديد. (باستوسياك) يرى أنه بعد كل حرب عالمية كانت هناك معاهدات واتفاقات تحدد ملامح النظام العالمي. على سبيل المثال أُبرمت معاهدة (ويستفاليا) بعد الحرب النابليونية التي دامت ثلاثين عاماً، وظهرت معاهدة (فرساي) بعد الحرب العالمية الأولى ومعاهدة (يالطا) بعد الحرب العالمية الثانية وهو ما لم يحدث عقب  انتهاء الحرب الباردة، التي أصبح العالم بعدها أقل استقراراً وأكثر توتراً و عرضة للمشكلات الأمنية. وفي ظل التوتر الدولي الراهن يتعين إرساء نظام عالمي جديد تمارس الأمم المتحدة من خلاله دوراً محورياً يتماشى مع التوازنات الدولية الحالية ويكون ملائماً لمواجهة التحديات العالمية الجديدة.


إنجازات (سارك)


(بعد التوقيع على مسودة اتفاقية الإطار الخاصة بمنطقة التجارة الحرة في جنوب آسيا SAFTA يمكن القول إن مجلس وزراء رابطة (سارك) قد أحرز تقدماً ملحوظاً) هكذا استهلت (ذي نيشن) الباكستانية افتتاحيتها لترصد إنجازات قمة رابطة دول جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (سارك) التي بدأت اجتماعاتها الوزارية يوم الجمعة الماضي في العاصمة الباكستانية إسلام أباد. الصحيفة أشارت إلى النجاح الذي تحقق في هذه الاجتماعات والمتمثل في التوقيع على البروتوكول الإضافي الخاص بالتعاون الإقليمي لقمع الإرهاب و التوقيع على الميثاق الاجتماعي لدول الرابطة التي تأسست عام 1985 و تضم سريلانكا والهند وباكستان ونيبال وبنجلادش وجزر المالديف وبوتان. الصحيفة لفتت الانتباه إلى صعوبة الحفاظ على السلام في منطقة جنوب آسيا طالما استمر النزاع الهندي -الباكستاني حول إقليم كشمير، فرابطة (سارك) لا تزال رهينة هذا النزاع منذ تأسيسها.
اللافت أن هذه القمة تطرقت إلى قضايا أمنية واقتصادية على حساب قضية كشمير التي كانت محور القمم السابقة، ما جعل المقاتلين الكشميريين يشنون هجوماً يوم الجمعة الماضي على محطة سكة حديد (جامو) لتذكير الحضور في قمة (سارك) بحقيقة مفادها أنه إذا لم يتم حل قضية كشمير فإن الاتفاقات المبرمة بين الهند وباكستان في المجالات الأخرى لن تحول شبه القارة الهندية إلى منطقة يسودها السلام.


نقلة نوعية


أما (هندوستان تايمز) الهندية فرحبت في افتتاحياتها بالتوقيع على اتفاقية الإطار الخاصة بإنشاء منطقة تجارة حرة في جنوب آسيا SAFTA ووصفتها بأنها ستكون علامة بارزة في تاريخ التجمعات الإق