تحت عنوان (أميركا دولة خليجية) نشرت (وجهات نظر) يوم الأحد 4 يناير مقالاً للدكتور طارق سيف· وأقول لصاحب القلم الصريح، والساخر، أميركا ليست دولة خليجية، لم تكن ولن تكون، لا أقول ذلك لأنني مواطن خليجي عربي، ولكن انطلاقاً من الواقع· فأميركا تحتل العراق ذلك البلد الشقيق، بعد أن أذاقت شعبه ألوان الذل والهوان طوال 12 عاماً هي فترة فرض العقوبات على النظام العراقي البائد، والتي دفع ثمنها العراقيون، بل في اعتقادي أن هذه العقوبات جاءت لصالح استمرار نظام صدام حسين بعد أن وضعت أقدار العراق بين يديه، فكيف تصبح أميركا دولة خليجية؟
وليس بعيداً ما يحدث على أرض فلسطين، فمذابح شارون وجيشه تتم بالسلاح الأميركي، وبمساندة أميركية، وبدعم الفيتو الأميركي الذي يقف بكل صلف أمام إرادة المجتمع الدولي وضد الحق الفلسطيني العربي فكيف تصبح أميركا دولة خليجية؟
والتهديدات الأميركية المستمرة لسوريا، والوجود العسكري الأميركي المكثف المنتشر في قلب الخليج وحوله وفوقه، ليس دفاعاً عن دول الخليج بل تأمين للمصالح الاستراتيجية الأميركية في الخليج وعلى رأسها النفط، وأمن إسرائيل· والضغوط الأميركية المستمرة على المملكة العربية السعودية، والتي تجري تارة بالإعلام وتارة أخرى بالمسؤولين الأميركيين، تحت زعم مساندتها للتطرف والعنف رغم أنها أول المتضررين منه، تهدف بالدرجة الأولى إلى فرض الإرادة الصهيونية على المملكة، فكيف تكون أميركا دولة خليجية؟
كاتبنا العزيز إذا كنت تهدف من مقالك التأكيد على أن أميركا فرضت نفسها كدولة خليجية، وسوف تطالب بحقوق الجار فقد أصبت تماماً، فقد أصبحت أميركا الحاضر الدائم والضيف الثقيل في كل وسائل الإعلام العربية والخليجية، وأتمنى من الله مع بداية العام الجديد أن ترحل سريعاً أو يصيبها ما أصاب الامبراطورية العثمانية·
عادل ناصر الزعابي - الشارقة