لماذا لا يتفق العرب على إثارة قضية حساسة مثل قضية التمييز العنصري الذي تمارسه إسرائيل ضد العرب المقيمين في مناطق الـ48 على رغم سماعنا مؤخراً بأن البرلمان الأوروبي قرر التعاون مع جمعيات فلسطينية لإثارة حملة دولية ضد قانون المواطنة العنصري الذي سنه (الكنيست) الإسرائيلي مؤخراً ويهدف إلى النيل من حقوق الشعب الفلسطيني في مناطق الـ48؟
إن الأمر مثير للجدل حقاً. فكيف لنا أن نقبل بمثل هذا التجاهل العربي للقضايا التي من شأنها فضح العدو الصهيوني والامساك بيده التي تؤلمه عند طرح عنصريته على الملأ!. رئيس (حزب الخضر) في (البرلمان الأوروبي)، دانييل بنديت، يحاول اليوم دعم مشروع فلسطيني كبير لفضح الممارسات العنصرية الظالمة ضد فلسطيني الـ48 ونحن مكتوفو الأيدي، واستقبل مؤخراً وفداً فلسطينياً للتباحث في أوضاع الأقلية العربية في إسرائيل، والنواحي المتعددة للتمييز الذي يعانون منه، كقتل 28 مواطنا عربيا منذ أكتوبر 2000 وقضايا القرى غير المعترف بها وسياسة هدم البيوت العربية والتمييز في تخصيص الميزانيات. كل ذلك يدور خارج الحدود العربية كأن العرب بمعزل عن الموضوع.
إن من الجميل التعاون العربي مع مجتمعات الدول الأوروبية عامةً والبرلمان الأوروبي خاصةً لصالح قضايانا، ودعم نضالنا لتحصيل حقوقنا المدنية. وكن موضوعاً كمثل قانون المواطنة العنصري الذي سنه (الكنيست) الإسرائيلي في شهر يوليو 2003 وأثار ردود فعل دولية سلبية، لا يجوز أن يهمل عربياً بأي حال من الأحوال.
وللعلم فإن البرلمان الأوروبي يسعى اليوم إلى تحفيز قادة الاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوات فعلية لمنع إسرائيل من المصادقة على هذا المشروع مجدداً خلال عام 2004·
سامح الحرملك - لبنان