ودعنا عام 2003 بفرحة غامرة - أتحدث عن نفسي - ودعته آملاً ألا يعود وراجياً من الله ألا يتكرر، تأملت في ذكريات ذلك العام المنصرم فوجدتها مثقلة بالهموم وبالأحداث المؤلمة لعالمنا العربي والإسلامي· جيش الاحتلال الإسرائيلي عاث فساداً وقتلاً وتدميراً في فسلطين العربية، أميركا احتلت العراق بلد الخلافة العباسية ومنبت الحضارات، المسلمون غدوا رعاة الإرهاب بلا منازع في نظر الدول الغربية، أعمال تخريبية في السعودية أرض الحجاز وبلد الأمن والأمان، حظر الحجاب في فرنسا··· إلخ·
في كل عام نرفع أكف الدعاء أن يجعل الله العام الجديد خيراً من سابقه، إلا أننا لا نتحرك قيد أنملة لنساعد أنفسنا على تحقيق هذه الأمنية الأزلية! والتبرير هنا دوماً جاهز، فنقول: ليس بأيدينا شيء نفعله، فالأمر بيد أولي الأمر ونحن لا نملك حولاً ولا قوة! وهذا أصدق تعبير عن حالة الشتات العربي وهروب كل مواطن من مسؤوليته تجاه نفسه وتجاه وطنه· فالشعوب كانت ولا تزال هي المحرك الأساسي لعجلة النمو والتقدم والازدهار والنصر، وأما الكسل والتراخي وإلقاء اللوم على كل شيء إلا أنفسنا فإنه السبب وراء تأخرنا وتكالب الدول علينا·
هذا العام الجديد قد أطل وها نحن نعود فنتمنى كل الخير والنصر والازدهار والمطر والزهر والثمر، وأن ينصرنا الله على أعدائنا، ولكن الله يقول (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، فالركون إلى الراحة والدعة والانطواء على الذات ثم الدعاء غير المشفوع بالعمل إنما هو عناء لا طائل منه، فلكل منا رعية مسؤول عنها والإصلاح يبدأ بالذات ثم يعم الخير· فلنبدأ بإصلاح أنفسنا وأسرتنا وسوف نجد أن هذا العام هو عام خير وبركة ونصر: وما نيل المطالب بالتمني··· ولكن تؤخذ الدنيا غلابا·
د. عبدالله خالد العجلوني - دبي