··· ما كشفه العقيد جيفري بيكاتان مسؤول لجنة التنسيق الأميركية مع الجيش العراقي عن توجه، إن تأكد تبنيه من قبل الإدارة المدنية والعسكرية الأميركية، لتشكيل الجيش الجديد وفقا لمحاصصة طائفية وعرقية حددت نسبها، هو توجه خطير بكل المقاييس، فهو لا يخدم آمال العراقيين في بناء عراق جديد، يقوم على التنافس الحر والكفاءة في الوظيفة العامة وفي هياكل الدولة والحكم بين جميع الفئات، ويتعارض مع الأهداف المعلنة لادارة الرئيس الأميركي جورج بوش في رؤية عراق حر وديمقراطي يظل أنموذجا للانسجام والتناغم والحدة الوطنية بين مكوناته الداخلية على قاعدة ديمقراطية لا تقصي ولا تستثني أحدا، و للتعايش السلمي مع جيرانه ومع المجتمع الدولي ككل·
··· أولويات العراق الجديد، كما تحدث عنها رئيس مجلس الحكم الانتقالي لهذا الشهر عدنان الباجه جي، هي في استعادة السيادة كاملة و تحقيق المصالحة الوطنية وإفساح المجال للعراقيين كافة لكي يسهموا في بناء العراق الجديد، وبالطبع فان ذلك لن يتحقق بالمحاصصة في الحكم والدولة والقوات المسلحة، لأن من شأن توجه كذلك الذي يتحدث عنه العقيد بيكاتان أن يؤسس لكانتونات ودويلات طائفية وعرقية في بلد يستمد قوته الأساسية من تنوع أطيافه العرقية والدينية والثقافية والسياسية، والتي هي مصدر الإلهام في حركة التحول الجارية الآن في العراق·
إن أرض الرافدين ليست حكرا على طوائف وجماعات بعينها، بل ملك لكل العراقيين وبجميع انتماءاتهم الدينية والعرقية والفكرية، يتطلعون ويسعون إلى إعادة إعمارها وبنائها، بعيدا عن أي انتماء مذهبي أو عرقي، باستثناء الانتماء إلى الوطن الجامع للكل، ومن شأن أي محاصصة في الوظيفة العامة أن تحبط هذه الآمال المشروعة، وتدق أسافين عديدة بين أبناء الشعب الواحد، الذي يأمل في دفن الماضي القريب جدا الذي كان يجعل من الوظيفة العامة حكرا على فئة واحدة ذات إنتماء ضيق لا يمثل مجموع الشعب العراقي، فقيم الحرية والازدهار الاقتصادي والسلام التي يبشر بها رئيس الدبلوماسية الأميركية الوزير كولن باول في العام 4002 تتناقض تناقضا صارخا مع ما يتجه إلى تطبيقه ممثلو الإدارة الأميركية في العراق·